بشار الأسد وعائلته يعيشون حياة مترفة خلف أبواب مغلقة

ملخص :
بعد مرور عام على انهيار نظامه، يقيم الرئيس السوري الساقط نظامه، بشار الأسد وأسرته في موسكو، حيث يعيشون حياة تتسم بالهدوء والترف، بعيداً عن المشهدين السياسي والإعلامي، ووفقاً لمصادر قريبة من العائلة وأخرى روسية وسورية، إضافة إلى بيانات مسرّبة، فإن الأسرة تعيش حالة من العزلة الاجتماعية، بعد أن كانت تحكم سوريا لعقود بقبضة أمنية صارمة.
العودة إلى طب العيون
كشف مصدر مطلع لصحيفة "الغارديان" البريطانية أن بشار الأسد، الذي تلقى تدريبه سابقاً في لندن كطبيب عيون، يعكف حالياً على مراجعة دروس في هذا التخصص لإعادة تنشيط معارفه المهنية، وأكد صديق مقرّب من العائلة، على تواصل مستمر معهم، أن الأسد يدرس اللغة الروسية إلى جانب اطلاعه مجدداً على علوم طب العيون، موضحاً أن هذا المجال يمثل شغفه الأساسي وليس مصدراً لكسب المال، مشيرا إلى أن الأسد كان يمارس هذه المهنة في دمشق حتى قبل اندلاع الحرب في سوريا، وأن نخبة موسكو الثرية قد تكون ضمن الفئات التي قد يتعامل معها مستقبلاً.
الإقامة في أحياء النخبة
بحسب مصدرين مطلعين، تقيم عائلة الأسد غالباً في حي روبليوفكا الراقي، وهو مجمّع سكني مغلق تقطنه النخبة الروسية، وفي هذا المحيط، يُرجح أن يلتقوا شخصيات سياسية بارزة تقيم في المنفى، من بينها الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، الذي فرّ من بلاده عام 2014، ويُعتقد أنه يقيم في المنطقة ذاتها.
وضع مالي مستقر رغم العقوبات
ولا تواجه عائلة الأسد ضائقة مالية، إذ كانت قد نقلت جزءاً كبيراً من ثروتها إلى موسكو بعد عزلها عن النظام المالي العالمي بفعل العقوبات الغربية المفروضة منذ عام 2011، على خلفية القمع الذي مارسه النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، وتوفر روسيا ملاذاً آمناً لهذه الأصول بعيداً عن رقابة الجهات الغربية.
عزلة سياسية واجتماعية
رغم مستوى المعيشة المرتفع، تعيش العائلة حالة من القطيعة مع الدوائر السياسية والنخبوية السورية والروسية التي كانت قريبة منها في السابق، وتشير المصادر إلى أن أنصار الأسد شعروا بخيبة أمل بعد فراره المفاجئ، في حين تمنعه الجهات الروسية من التواصل مع كبار مسؤولي النظام السابق.
حياة شديدة الانغلاق
وصف صديق للعائلة نمط حياة الأسد في موسكو بأنه "هادئ للغاية"، مشيراً إلى أنه شبه منقطع عن العالم الخارجي، ولا يحافظ إلا على تواصل محدود مع شخصيتين من دائرته الضيقة، هما منصور عزام، وزير شؤون الرئاسة الأسبق، وياسر إبراهيم، أحد أبرز رجال الأعمال المقربين منه.
تراجع مكانته لدى الكرملين
وقال مصدر مقرّب من الكرملين إن بشار الأسد لم يعد يحظى بأهمية تُذكر لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أو النخبة السياسية في موسكو، مضيفا أن بوتين لا يفضل القادة الذين يفقدون السيطرة على بلدانهم، ولم يعد الأسد يُنظر إليه كشخصية ذات وزن سياسي، أو حتى كضيف مرحب به في الأوساط الرسمية.
قيود على الظهور الإعلامي
في الأشهر الأولى التي تلت فراره، ركّز الأسد على دعم زوجته أسماء، التي كانت تعاني من سرطان الدم وتلقت علاجاً في موسكو قبل سقوط النظام، ووفق مصدر مطلع على حالتها الصحية، فقد تعافت بعد خضوعها لعلاج تجريبي بإشراف أجهزة الأمن الروسية.
ومع تحسن وضعها الصحي، أبدى الأسد رغبة في الظهور الإعلامي لنقل روايته الخاصة للأحداث، ورتب بالفعل مقابلات مع قناة "آر تي"، ومقدم بودكاست أميركي يميني معروف، إلا أن ظهوره لا يزال مشروطاً بموافقة السلطات الروسية، التي تبدو غير متحمسة لذلك.
منع رسمي من النشاط العام
وفي مقابلة نادرة مع وسائل إعلام عراقية، أكد السفير الروسي لدى العراق، إلبروس كوتراشيف، أن الأسد ممنوع من ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي، قائلا إن وجوده في روسيا لا يمنحه حق الظهور العلني، مشيراً إلى أن غيابه عن الساحة سببه هذه القيود، مع التأكيد على أنه بخير وعلى قيد الحياة.
الأبناء ومحاولات التأقلم
قال صديق للعائلة التقى ببعض أبناء الأسد قبل أشهر إنهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة، ويحاولون التكيف مع واقعهم الجديد، وظهرت العائلة علناً للمرة الوحيدة تقريباً، باستثناء بشار، خلال حفل تخرج ابنته زين الأسد في 30 يونيو/حزيران، حيث نالت شهادة في العلاقات الدولية من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO).
وأظهرت صور رسمية من المعهد زين الأسد (22 عاماً) بين الخريجين، فيما كشف مقطع فيديو غير واضح عن حضور أسماء الأسد، وابنيها حافظ (24 عاماً) وكريم (21 عاماً) الحفل، وأكد اثنان من زملاء زين أنهم شاهدوا أفراد العائلة، إلا أنهم التزموا الصمت وغادروا سريعاً دون التقاط صور على المنصة، خلافاً لما جرت عليه العادة.
انسحاب حافظ من الأضواء
أما حافظ الأسد (الابن)، الذي كان يُنظر إليه سابقاً بوصفه وريثاً محتملاً للسلطة، فقد تراجع عن الظهور العام منذ نشره مقطع فيديو على تطبيق "تلغرام"، في فبراير/ شباط، قدّم فيه روايته لعملية الفرار من دمشق، نافياً التخلي عن الحلفاء، ومحمّلاً موسكو مسؤولية قرار المغادرة، وسرعان ما تمكن سوريون من تحديد موقعه في موسكو، قبل أن يغلق معظم حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي ويستبدلها بأخرى تحمل أسماء مستعارة.
نمط حياة مترف خلف الأبواب المغلقة
وبحسب مصدر مقرّب من العائلة، يقضي أبناء بشار الأسد ووالدتهم معظم أوقاتهم في التسوق، ويعملون على تجهيز منزلهم الجديد في موسكو بمقتنيات وسلع فاخرة، في محاولة لبناء حياة جديدة بعيدة عن السياسة، لكن محاطة بقيود العزلة والرقابة.
تفاصيل الفرار من دمشق
فرّ بشار الأسد مع أبنائه من دمشق في الساعات الأولى من صباح 8 ديسمبر/ كانون الأول) 2024، بالتزامن مع تقدم الثوار السوريين نحو العاصمة من جهتي الشمال والجنوب، وبحسب الروايات، تولت قوة عسكرية روسية تأمين وصولهم إلى قاعدة حميميم الجوية، حيث جرى إجلاؤهم جواً إلى خارج البلاد، ولم يحذر الأسد أقاربه أو حلفائه المقربين من الانهيار الوشيك للنظام، تاركاً إياهم يواجهون مصيرهم.
توتر داخل العائلة الحاكمة السابقة
ونقل صديق لماهر الأسد، شقيق بشار وقائد عسكري بارز سابقاً، أن ماهر حاول الاتصال بشقيقه لأيام دون جدوى، وبقي في القصر حتى اللحظات الأخيرة، مضيفا أن ماهر هو من ساعد عدداً من المقربين على الفرار، في حين انصب اهتمام بشار على نجاته الشخصية فقط.





