بعد إدانة المحكمة العليا في هونغ جونغ لـ "جيمي لاي".. ترامب يُطالب بإطلاق سراحه

ملخص :
أصدرت المحكمة العليا في هونغ كونغ، أمس الاثنين، قرار بإدانة رجل الأعمال، جيمي لاي، بتهم تتعلق بالأمن القومي، في قضية قد تؤدي إلى سجنه مدى الحياة، وأعلن ثلاثة قضاة أن لاي مذنب بالتآمر والتواطؤ مع قوى أجنبية بهدف تهديد الأمن القومي، إضافة إلى التآمر لنشر مواد تحريضية.
لاي، الذي أنكر جميع التهم الموجهة إليه، اعتقل في أغسطس 2020 بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين، عقب احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة في عام 2019، وخلال السنوات الخمس الماضية، صدرت بحق لاي أحكام في جرائم أخرى، ووصفه القضاة بأنه "العقل المدبر" لمؤامرات تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة الصينية.
ردود الفعل الدولية واستنكار الانتهاكات
اعتبرت بريطانيا أن الملاحقة القضائية لجيمي لاي، الحاصل على جنسيتها، "ذات دوافع سياسية"، بدورها، أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن استيائها الشديد، ووصفت المحاكمة بالصورية، مؤكدة أن لاي محتجز تعسفياً في ظروف مروعة منذ أكثر من 1800 يوم، ويعاني تدهوراً في صحته.
وأكد تيبو بروتين، المدير العام للمنظمة، أن الإدانة تكشف التدهور الخطير لحرية الإعلام في هونغ كونغ، محذراً من أن عدم تحرك المجتمع الدولي قد يؤدي إلى وفاة لاي في السجن، وإرسال رسالة للنظام الصيني بأن انتهاك القانون الدولي دون عقاب مقبول.
كما استنكرت لجنة حماية الصحفيين الإدانة ودعت بكين إلى الإفراج الفوري عن لاي، فيما قالت بي لي يي، مديرة اللجنة في آسيا والمحيط الهادئ، إن الحكم "عمل مخزٍ من الاضطهاد ويؤكد ازدراء حرية الصحافة في هونغ كونغ".
الموقف الأميركي ودعوات للإفراج الفوري
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه طلب من نظيره الصيني، شي جين بينغ، النظر في إطلاق سراح جيمي لاي، مشيراً إلى أنه "رجل مسن وليس بصحة جيدة".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الحكم يظهر تصميم الصين على "إسكات كل من يسعى لحماية حرية التعبير والحقوق الأساسية"، مشيرا إلى التزام الصين بالحفاظ على نظام منفصل قبل تسليم هونغ كونغ لبريطانيا عام 1997، محذراً من تدهور صحة لاي خلال أكثر من 1800 يوم في السجن، وداعياً إلى إنهاء هذه المحنة لأسباب إنسانية.
ردود عائلة لاي والدعم الدولي
أعرب أبناء جيمي لاي في لندن وواشنطن عن امتنانهم لدعم إدارة ترامب لقضية والدهم، مشددين على أهمية الضغط الدولي لإطلاق سراحه، وإلى جانب لاي، ينتظر ستة من كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في صحيفة "أبل ديلي" صدور الحكم عليهم بتهم مشابهة، بعد أن أقروا بالذنب في تهمة التآمر مع قوى أجنبية مقابل العفو عن تهم أخرى.
وقالت إيلين بيرسون، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في آسيا، إن الإدانة "قاسية ومهزلة للعدالة"، مضيفة أن سوء المعاملة يهدف إلى إسكات كل من ينتقد الحزب الشيوعي.
ترحيب محلي وإجراءات إعلامية متشددة
فيما رحب مسؤولون في هونغ كونغ بالحكم، واعتبروه تصرفاً قانونياً من القضاة المحترفين، وفي الوقت نفسه، استدعى جهاز الأمن القومي مؤخرًا صحفيين من بعض المؤسسات الإعلامية الأجنبية للتحذير بشأن تغطيتهم للحريق الذي وقع في مجمع سكني في 26 نوفمبر، والذي أسفر عن وفاة 160 شخصاً.
واتهم المسؤولون بعض وسائل الإعلام الأجنبية بتشويه سمعة الحكومة، وهددوا بعواقب في حال انتهاك القانون، مؤكدين أن بعض المؤسسات "تجاهلت الحقائق ونشرت معلومات كاذبة" حول جهود الإغاثة.





