ماركو روبيو "متفائل بحذر": اتفاق قريب قد ينهي حرب غزة ويفرج عن الرهائن

في تصريحات تعكس توتراً دبلوماسياً وأملاً حذراً، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه يشعر بقدر من التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" لإنهاء حرب غزة، والإفراج عن الرهائن.
روبيو تحدث خلال جلسة استماع في الكونغرس يوم الأربعاء قائلاً: "أشعر بتفاؤل حذر بإمكانية حدوث اختراق قريب. آمل أن يقود هذا إلى إنهاء النزاع والإفراج عن جميع الرهائن". لكنه أقر بأن مشاعر مماثلة راودته سابقاً أربع مرات في الأشهر الماضية، دون أن تُترجم إلى نتائج ملموسة.
تصريحات روبيو جاءت وسط تساؤلات متكررة من المشرّعين حول دور الولايات المتحدة في التعامل مع الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، حيث منعت إسرائيل دخول المساعدات لأكثر من 78 يوماً، قبل أن توافق مؤخراً على إدخال كمية محدودة من الإغاثة.
روبيو شدد على أن قرار رفع الحصار جزئياً لم يكن عشوائياً، بل جاء نتيجة "دبلوماسية أمريكية هادئة". كما أشار إلى دعم واشنطن لـ"مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة"، والتي أُنشئت بالتنسيق مع إسرائيل لضمان أن لا تذهب المساعدات لحركة "حماس".
في الكواليس، المحادثات لا تزال تواجه تعقيدات حقيقية. فبينما تصر إسرائيل على التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت فقط، تطالب "حماس" باتفاق شامل ودائم ينهي الحرب بشكل كامل. مصدر مطّلع على سير المفاوضات كشف أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يقود جهوداً لتمرير مقترح هدنة تمتد لشهرين، تشمل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء المتبقين، على أن تُستأنف المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم لاحقاً.
إدارة ترامب، بحسب المصدر، مستعدة لتقديم ضمانات تلزم إسرائيل بالبقاء على طاولة التفاوض. لكن حماس تطالب بضمانات أقوى، خصوصاً بعد أن تراجعت إسرائيل سابقاً عن التزاماتها في اتفاق يناير، وعادت لشن عمليات عسكرية في مارس.
ويحذر مراقبون من أن الصيغة التي تقترحها إسرائيل حالياً تتيح لها استئناف القتال في حال فشل المفاوضات، مما قد يعرقل الوصول إلى تهدئة حقيقية طويلة الأمد.
وسط كل هذه التوترات، تبقى واشنطن اللاعب الأكثر تأثيراً، وتحاول الحفاظ على التوازن بين دعم حليفها الإسرائيلي من جهة، والضغط الإنساني والدولي المتزايد من جهة أخرى، خصوصاً مع ازدياد الانتقادات بشأن الوضع الكارثي في غزة.