تصعيد إسرائيلي جديد في جنوب لبنان: مسيرة تستهدف دراجة نارية قرب مدرسة في صور

صباح غير عادي عاشه طلاب بلدة المنصوري في قضاء صور، جنوب لبنان، بعدما استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية قرب إحدى المدارس، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين، وأحدث حالة من الهلع بين الطلاب الذين كانوا في طريقهم إلى صفوفهم الدراسية.
الحادثة التي وقعت صباح اليوم الثلاثاء، تأتي في إطار استمرار الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن القصف الإسرائيلي استهدف الدراجة النارية أثناء مرورها على الطريق الرابط بين بلدتي المنصوري ومجدل زون، دون تقديم تفاصيل إضافية عن هوية الضحايا.
وسائل الإعلام اللبنانية تداولت على نطاق واسع مشاهد الذعر والخوف التي انتابت الطلاب في المدرسة القريبة من موقع الاستهداف، إذ انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الطلاب أثناء خروجهم من المدرسة وسط صيحات وهلع واضح، ما أعاد للأذهان ذكريات الحرب الأخيرة التي خلفت جروحًا عميقة في نفوس اللبنانيين.
هذا التصعيد ليس سوى واحد من سلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. إذ تشير بيانات رسمية إلى أن إسرائيل ارتكبت ما لا يقل عن 2780 خرقًا للاتفاق، نتج عنها أكثر من 200 شهيد ونحو 491 جريحًا حتى الآن.
ووسط هذا التوتر، يواصل الجيش اللبناني انتشاره في جنوب لبنان تنفيذًا للاتفاق الدولي الذي نص على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير/شباط الماضي. لكن جيش الاحتلال تنصل من التزاماته، حيث انسحب جزئيًا فقط، واستمر في احتلال خمس تلال استراتيجية رئيسية داخل الأراضي اللبنانية.
العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتصاعد بشكل واسع في سبتمبر/أيلول 2024، خلّف وراءه دمارًا واسعًا، وأكثر من 4000 شهيد ونحو 17 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون و400 ألف شخص، ما عمّق الأزمة الإنسانية التي يعيشها لبنان أصلاً في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.
تأتي هذه الأحداث في ظل استمرار التوتر على الحدود، وسط تحذيرات من أن تؤدي مثل هذه العمليات الاستفزازية إلى انهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، ما قد يفتح الباب مجددًا أمام مواجهات مفتوحة بين الطرفين.
في المقابل، دعا العديد من الناشطين اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل فوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة، مؤكدين أن استهداف المدنيين والمناطق القريبة من المدارس يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وفيما تسود أجواء القلق بين سكان الجنوب اللبناني، تبقى الأنظار متجهة نحو خطوات الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي للحد من هذه الخروقات ومنع تكرار مثل هذه الهجمات التي تُهدد سلامة المدنيين بشكل مستمر.