عمرو موسى يحذر من فتنة إلكترونية تستهدف كسر العلاقة بين مصر والسعودية: "لا تقعوا في فخ التشكيك"

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والأزمات المتلاحقة في العالم العربي، وجّه الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى تحذيرًا صريحًا من محاولات إشعال الفتنة بين الشعوب العربية، وعلى وجه الخصوص بين مصر والمملكة العربية السعودية، محذرًا من خطورة ما أسماه بـ"علماء التشكيك والوقيعة" الذين يستهدفون ضرب العلاقات العربية من بوابة مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تدوينة له على حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال موسى إن "الأمة العربية تمر بمنزلق حاد جدًا، يزيده خطورة من يسعون لهدم الجسور بين الشعوب بعد أن نجحوا جزئيًا في إشعال الفُرقة بين الأنظمة". وأضاف: "العلاقة المتينة بين المملكة العربية السعودية ومصر عمود رئيسي للعالم العربي، يراد كسره حاليًا... لا تعرضوها لعلماء التشكيك والوقيعة".
دعوة موسى جاءت تزامنًا مع تصاعد خطاب الاستقطاب على وسائل التواصل الاجتماعي بين مستخدمين مصريين وسعوديين، على خلفية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض في 13 مايو الجاري، وما تبعها من تصريحات مثيرة للجدل حول تطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية وخطط إعادة إعمار غزة.
هذه التصريحات، وفقًا لمراقبين، أثارت موجة من التنابز الإعلامي والاتهامات المتبادلة، وصلت إلى حد التشكيك في مواقف الدولتين من القضية الفلسطينية، وهو ما وصفه موسى بأنه "مبني على عنعنة وخبث"، داعيًا الشباب العربي إلى عدم الانجرار خلف "القراءات المسمومة".
موسى الذي دعا سابقًا إلى مبادرة عربية بقيادة مصر والسعودية والأردن للتفاوض مع إدارة ترامب حول مستقبل فلسطين، حذر في منشوره من أن استمرار هذا التلاسن "يُضعف الكتلة العربية في وقت تحتاج فيه إلى التماسك أمام تحديات كبرى، مثل الحرب على غزة، والتصعيد في لبنان، والتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين".
كما تزامنت تحذيرات موسى مع تصريحات مشابهة للإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري، الذي حذر من "الخطيئة الجسيمة" التي يرتكبها البعض بإثارة الخلافات بين الشعبين المصري والسعودي، مؤكداً أن "أعداء الأمة يستفيدون من هذه الانقسامات".
منشورات عديدة على منصة "إكس" أيضًا أبدت قلقًا من محاولات إسرائيلية وأميركية لتقليص النفوذ المصري في الملفات الإقليمية، مما يفسر بعض الحساسية التي تظهر في الخطاب الشعبي تجاه السياسة السعودية، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين.
الكلمة الأخيرة جاءت من عمرو موسى نفسه، الذي شدد على ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة "إيجابية لخدمة المستقبل العربي، لا لتدميره"، في دعوة صريحة لمواجهة الحملات الإلكترونية الممنهجة التي تسعى لزعزعة الثقة بين الشعوب العربية.