نتنياهو بين حرب "عربات جدعون" وصفقة الأسرى… وترامب يفاجئ الجميع بمصافحة الرئيس السوري الشرع

يبدو أن الشرق الأوسط يقف أمام مفترق حاسم، ليس فقط بسبب العمليات العسكرية المشتعلة في غزة، بل أيضًا بسبب تحولات سياسية إقليمية ودولية تقلب المعادلات القائمة. صحف عالمية سلطت الضوء على تطورات درامية أبرزها انقسام القرار داخل الحكومة الإسرائيلية، وعودة العلاقات الأميركية-السورية إلى الواجهة بطريقة غير مسبوقة.
بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحظة مصيرية بين خيارين متعارضين: الاستمرار في عملية "عربات جدعون" العسكرية في غزة أو القبول بصفقة تبادل أسرى جزئية تفتح الباب لاحقًا لحل شامل يشمل إنهاء الحرب واستسلام حركة حماس. وزراء في الحكومة الإسرائيلية عبّروا عن تأييدهم لإتمام الصفقة الآن، حتى لو لم تشمل جميع الأسرى، معتبرين أنها خطوة ضرورية بعد شهور من الجمود.
لكن صحيفة هآرتس قدمت رؤية مختلفة تمامًا، ووصفت العملية العسكرية بأنها ليست وسيلة لتحرير الأسرى أو حماية الإسرائيليين، بل مجرد وسيلة لتأجيل سقوط ائتلاف نتنياهو "المتطرف"، محذّرة من أن العملية قد تنتهي بارتكاب "جريمة حرب مروعة" على شكل تطهير عرقي في غزة.
الضغوط القانونية على حلفاء إسرائيل
من جهة أخرى، حذّرت صحيفة لوموند الفرنسية من أن الدول الغربية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، قد تواجه محاكمات دولية بسبب تقاعسها عن منع ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" في غزة. الصحيفة كشفت أن الاتحاد الأوروبي تلقى إخطارًا رسميًا حول فشله في التحرك استنادًا إلى قرار محكمة العدل الدولية، مما يجعله عرضة للمساءلة القانونية الدولية.
ترامب يقلب الطاولة بلقاء مفاجئ مع الشرع
أما المفاجأة الأكبر فجاءت من صحيفة نيويورك تايمز، التي نقلت عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صافح الرئيس السوري أحمد الشرع خلال قمة في الرياض، وأعلن عزمه رفع العقوبات عن سوريا هذا الأسبوع. ووصفت الصحيفة المشهد بأنه "لحظة كاسرة" للسياسة الأميركية تجاه دمشق، ورسالة واضحة بتراجع النفوذ الإسرائيلي في دوائر القرار الأميركي.
ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن رسميًا عن تغيير كبير في سياسة الدعم لإسرائيل، إلا أن لقاء ترامب-الشرع اعتُبر على نطاق واسع خطوة رمزية من العيار الثقيل.
صحيفة الأوبزرفر البريطانية أكدت بدورها أن دمشق بدأت فعليًا بالتحرك لتحسين العلاقات مع واشنطن، مشيرة إلى "الكلمات الدافئة" التي وجهها ترامب لنظيره السوري، في أول اتصال مباشر بين قادة البلدين منذ أكثر من عقد.
شرق أوسط جديد؟
الرسائل القادمة من غزة وتل أبيب وواشنطن ودمشق ترسم مشهداً متغيراً للمنطقة. فبينما يتخبط نتنياهو في قراراته، ويواجه غضباً داخلياً وضغوطاً دولية، يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل نفوذ بلاده بالشرق الأوسط عبر تسويات غير متوقعة.
وفيما تغرق غزة في الدمار، وتتصاعد الأصوات ضد استمرار الحرب، يبدو أن الحسم لم يعد عسكرياً فقط، بل سياسياً ودبلوماسياً بامتياز.