عودة أفراد طاقم "سفينة الضمير" إلى تركيا بعد استهدافها بطائرة مسيّرة قبالة مالطا

عاد إلى تركيا مساء الأحد خمسة مواطنين أتراك من طاقم "سفينة الضمير"، التابعة لتحالف أسطول الحرية، بعد أيام من استهداف السفينة بطائرة مسيّرة خلال رحلتها إلى غزة لنقل مساعدات إنسانية.
وصل أفراد الطاقم إلى مطار إسطنبول الدولي قادمين من مالطا، حيث كانوا محاصرين هناك عقب الهجوم الذي وقع في 2 مايو الجاري. وكان في استقبالهم أفراد من أسرهم وعدد من ممثلي المجتمع المدني، من بينهم مسؤولون من جمعية "مافي مرمرة" التي تُعد من أبرز الهيئات الداعمة لأسطول الحرية.
في تصريح للصحفيين من مطار إسطنبول، أكد رئيس الجمعية، إسماعيل سونغور، أن "مافي مرمرة" مستمرة في دعمها للقضية الفلسطينية. وقال: "نحن مستمرون في جهودنا لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وسنواصل العمل لضمان وصول المساعدات إلى الفلسطينيين رغم كل التهديدات".
السفينة "الضمير"، التي كانت تقل ناشطين ومساعدات إنسانية ضمن مهمة دولية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعرّضت لهجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى ثقب كبير في هيكلها واندلاع حريق في مقدمتها. وأفادت مصادر من تحالف أسطول الحرية أن الأضرار كادت أن تتسبب بكارثة، لولا الاستجابة السريعة للطاقم.
في تطور مثير للانتباه، كشفت صحيفة "تايمز أوف مالطا" أن طائرة نقل عسكرية إسرائيلية من طراز C-130 حلّقت قرب أجواء الجزيرة لثلاث ساعات متواصلة قبيل الهجوم مباشرة. التقرير أشار إلى أن الطائرة انطلقت من قاعدة في إسرائيل، ما عزز التكهنات بأن الهجوم كان جزءًا من عملية عسكرية موجهة.
الحادثة أثارت انتقادات حقوقية واسعة، خاصة أن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية فقط، ولا تشكل أي تهديد عسكري. وأعاد هذا الهجوم إلى الأذهان حادثة "مافي مرمرة" عام 2010، حين قُتل عدد من النشطاء على يد قوات إسرائيلية خلال مهمة مشابهة لكسر الحصار عن غزة.
تحالف أسطول الحرية يضم ناشطين ومنظمات إنسانية من عدة دول، ويهدف إلى إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر، في تحدٍّ للقيود الإسرائيلية على الممرات البحرية.
الجمعيات التركية والدولية المشاركة في التحالف تطالب الآن بفتح تحقيق مستقل في الهجوم، وسط صمت رسمي من جانب سلطات الاحتلال.