تركيا: توسيع الهجمات الإسرائيلية في غزة يثبت أن "السلام ليس على أجندة تل أبيب"

في موقف حازم يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أدانت وزارة الخارجية التركية اليوم الإثنين توسيع إسرائيل لهجماتها العسكرية على قطاع غزة، معتبرة ذلك دليلاً واضحًا على عدم وجود "نية حقيقية لتحقيق السلام الدائم" لدى حكومة تل أبيب.
وجاء في بيان الوزارة أن "إسرائيل اختارت التصعيد بينما لا تزال المفاوضات جارية، وهذا السلوك يقوض بشكل مباشر كل الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وإرساء الاستقرار في المنطقة". وأضافت أن الوضع الحالي يعكس "إرادة واضحة لنسف أي مسار محتمل نحو سلام دائم".
الخارجية التركية لم تكتفِ بالإدانة، بل جددت دعوتها إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون قيد أو شرط، مطالبة بوقف إطلاق النار الشامل والعاجل.
وشدد البيان على ضرورة "اتخاذ المجتمع الدولي خطوات حاسمة ضد إسرائيل"، محذرًا من أن الصمت الدولي إزاء التصعيد يهدد الأمن الإقليمي ويضع الالتزامات الإنسانية والقانونية للدول أمام اختبار حقيقي.
عملية "عربات جدعون" تعمّق الأزمة
تأتي التصريحات التركية في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية موسعة في شمال وجنوب قطاع غزة تحت مسمى "عربات جدعون"، وهي العملية التي وسّعت دائرة العنف وزادت من معاناة السكان الفلسطينيين وسط كارثة إنسانية مستمرة منذ أشهر.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي وصل إلى 3193 قتيلاً و8993 إصابة. فيما تشير الإحصاءات الكلية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى مقتل أكثر من 53,000 فلسطيني، وإصابة 121,000 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
تصاعد الضغط التركي والدولي
التحرك التركي يأتي ضمن سلسلة من المواقف الدبلوماسية المتصاعدة ضد استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في أكثر من مناسبة أن "الصمت الدولي أمام المجازر في غزة جريمة بحد ذاته"، داعيًا إلى تحرك دولي لفرض وقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن تنسق أنقرة مع أطراف إقليمية ودولية، منها قطر ومصر، للضغط من أجل تهدئة فورية في القطاع المحاصر، وسط تصاعد الغضب الشعبي في الشارع التركي والعربي تجاه ما يُوصف بأنه "فشل دولي في لجم العدوان الإسرائيلي".
إلى أين يتجه الوضع؟
في ظل هذا التصعيد، يبدو أن الطريق إلى أي تسوية سياسية بات أكثر تعقيدًا. تركيا دعت المجتمع الدولي، لا سيما الدول الغربية، إلى "التصرف وفق التزاماتها القانونية والإنسانية"، معتبرة أن استمرار تجاهل ما يحدث في غزة "يفضح ازدواجية المعايير" في التعامل مع القضايا الدولية.
حتى الآن، لم تُظهر إسرائيل أي مؤشرات على وقف العملية، فيما يستمر القصف على مناطق متفرقة من القطاع، وتتواصل معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف مأساوية مع انقطاع الكهرباء، نقص حاد في المياه والغذاء، وتدمير شبه كامل للبنى التحتية.