ترامب يسعى لإرسال الحرس الوطني إلى شيكاغو.. فما القصة؟

ملخص :
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نيته إرسال قوات من الحرس الوطني إلى مدينة شيكاغو، بذريعة مكافحة الجريمة واستعادة النظام، الخطة، حسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست وأكدتها مصادر عسكرية، تتضمن نشر آلاف الجنود داخل المدينة.
وفي رد سريع، جمع حاكم إلينوي، جي. بي. برتزكر، مسؤولي الولاية وقادة المجتمع أمام نهر شيكاغو، وأعلن رفضه الصارم لما وصفه بــ "احتلال عسكري غير دستوري"، مشددا على أنه لن يطلب قوات فيدرالية لمحاربة الجريمة، ومطالبًا ترامب بالابتعاد عن المدينة.
شيكاغو "مدينة قاتلة"
بدأت الشرارة عندما قال ترامب إن شيكاغو "مدينة قاتلة"، وإنه سيحل مشكلة العنف خلال أسبوع إذا نشر الحرس الوطني، وبالرغم من أن الأرقام الرسمية تظهر انخفاضًا في الجرائم العنيفة؛ فجرائم القتل تراجعت بنسبة 31% في الأشهر السبعة الأولى من 2025، بينما انخفضت حوادث إطلاق النار 37%؛ وهو ما يناقض تصريحات ترامب.
واتهم برتزكر الرئيس ترامب خلال مؤتمر صحفي، بأنه يريد استخدام الجيش لـ "احتلال مدينة أمريكية ومعاقبة معارضيه وكسب نقاط سياسية"، قائلا "السيد الرئيس، لا تأت إلى شيكاغو، أنت غير مرحب بك ولا نحتاج إليك، وأضاف: "سنرى الإدارة في المحكمة، ولاية إلينوي جاهزة للوقوف ضد هذا الانتشار العسكري بكل أداة سلمية لدينا".
أما رئيسة البلدية، براندون جونسون، التي كانت بجانبه، وصفت التهديد بأنه استهداف سياسي لمدينة يقودها ديمقراطيون من أصول أفريقية، موضحة أنه "لا تحل الجريمة بإرسال الجيش؛ نحن مستهدفون لأننا نؤمن بأن مدينتنا ملاذ للمهاجرين".
المهاجرون السبب الحقيقي
القضية تتجاوز حدود إلينوي، فبموجب القانون الأمريكي، يمكن للرئيس الفيدرالي تحويل وحدات الحرس الوطني إلى قيادة اتحادية خلال تمرد أو تهديد للأمن، لكن استخدام الجيش لفرض القانون المدني نادر ويمكن أن يثير أزمة دستورية، وصف المدعي العام في إلينوي، كوامي راعول، الخطة بأنها "خطوة خطيرة نحو الاستبداد تعرض مجتمعاتنا للخطر".
في حال تنفيذ التهديد، ستكون شيكاغو ثالث مدينة أمريكية تحت ينتشر بها الحرس الوطني بعد لوس أنجلوس، وواشنطن العاصمة، واللافت أن جميع تلك المدن يقودها رؤساء بلديات سود ينتمون للحزب الديمقراطي، كما أن شيكاغو ولوس أنجلوس تُعرفان أيضًا بأنهما مدن ملاذ لا تتعاون مع سلطات الهجرة في ترحيل المهاجرين.
ماذا سيحدث؟
اعترف برتزكر بحدود سلطاته، برغم نبرته الحادة، مشيرًا إلى أن ترامب قد يتمكن من نشر الحرس الوطني رغم اعتراضات الولاية، لكنه تعهد بمتابعة الأمر مع المسؤولين الفيدراليين قضائيًا إذا تسبب وجودهم في عنف، قائلاً: "إذا آذيتم شعبي، فلن يمنعني شيء من تقديمكم للعدالة".
ومن المتوقع أن يرفع مسؤولو إلينوي سلسلة دعاوى قضائية لمنع انتشار القوات، بينما قد يشعل وجود الجنود احتجاجات واسعة، حيث يحذر بعض المحللين من أن أي اشتباك بين الجيش والسكان قد يزيد الانقسام ويؤثر في انتخابات 2026 التشريعية.