طرد السفير الإيراني في أستراليا.. القصة الكاملة

ملخص :
في مؤتمر صحافي بالعاصمة كانبيرا صباح الثلاثاء 26 أغسطس 2025، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، أن جهاز الاستخبارات (ASIO) جمع معلومات موثوقة تؤكد أن إيران وجهت على الأقل هجومين معاديين للسامية في أستراليا.
وتمثّلت الهجمات في حرق مطعم "لويس كونتيننتال كيتشن" اليهودي في ضاحية بوندي بسيدني، وكنيس "أداس إسرائيل" في ملبورن في ديسمبر الماضي، ولم تسفر عن إصابات لكن ألحقت أضرارًا كبيرة بالممتلكات.
اعتبرت الحكومة الأسترالية الهجمات "أعمالًا عدوانية خطيرة" على أرضها، وقال ألبانيزي إن الهدف كان "تقويض التماسك الاجتماعي وبث الفتنة داخل المجتمع".
ما الذي حدث؟
اتهمت أستراليا جهاز الحرس الثوري الإيراني بتوجيه أفراد داخل البلاد – عبر شبكات الجريمة المنظمة – لارتكاب حريقين معاديين للسامية، أحد الهجومين استهدف مطعمًا في سيدني، والآخر أتى على كنيس في حي ريبونليا، الذي شيّد في الستينيات على يد ناجين من الهولوكوست، وتم اتهام شخصين في القضية وجرى التحقيق في أجهزة إلكترونية صودرت من منزل أحد المتهمين.
وصف ألبانيزي الأفعال بأنها "أعمال عدوانية خطيرة من دولة أجنبية" أما وزيرة الخارجية، بيني وونغ، فأعلنت أن السفير الإيراني أحمد صادقي وثلاثة دبلوماسيين لديهم سبعة أيام لمغادرة البلاد – وهو أول طرد لدبلوماسي رفيع في أستراليا منذ الحرب العالمية الثانية-، فيما أثار تصريح مدير الاستخبارات مايك بيرجس قلقًا إضافيًا حين أكد أن الحرس الثوري "يستخدم مجرمين وعصابات لتنفيذ أوامرهم".
من جانبها، نفت إيران الاتهامات ووصفت القرار بأنه "مدفوع بأسباب داخلية"، متعهدة برد مناسب، لكنها لم تنكر أن الحرس الثوري يستخدم "أدوات غير مباشرة" في الخارج، وفي بيان نُشر على منصة "إكس"، قالت السفارة الإسرائيلية في أستراليا إن "نظام إيران لا يهدد اليهود أو إسرائيل فقط، بل يهدد العالم الحر كله، بما في ذلك أستراليا".
أهمية قرار الطرد؟
القرار يعكس مدى تأثير الصراع في الشرق الأوسط على المجتمعات البعيدة جغرافياً، فأستراليا لم تطرد سفيراً منذ الأربعينيات، ما يجعل الخطوة سابقة دبلوماسية في ظل تصاعد جرائم الكراهية.
كما ألبانيزي أعلن أيضًا نية الحكومة وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، وهو ما قد يزيد التوتر مع طهران ويقرّب أستراليا من مواقف الولايات المتحدة وكندا.
وفقًا للمجلس التنفيذي للجالية اليهودية ECAJ؛ خلال العامين الماضيين تزايدت الاعتداءات ضد اليهود في أستراليا، واستهدفت الهجمات يهودًا أستراليين بشكل مقصود، ودمرت بيت عبادة مقدس، وتسببت بأضرار بملايين الدولارات، في الوقت نفسه، شهدت البلاد ارتفاعًا حادًا في البلاغات عن الإسلاموفوبيا بنسبة 500٪ منذ أكتوبر 2023، مع تسجيل 1500 حادث في أماكن العمل والجامعات ووسائل الإعلام.
الأزمة لا تُفهم بمعزل عن السياق الدولي، فبعد السابع من أكتوبر 2023، شنّت إسرائيل حربًا واسعة في غزة قُتل فيها أكثر من 6200 فلسطيني، كما واندلع حرب لمدة 12 يومًا بين إسرائيل وإيران عقب هجمات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، بالإضافة إلى اعتراف الحكومة الأسترالية بدولة فلسطين في 11 أغسطس، بعد أيام من مسيرة على جسر سيدني شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالسلام.
ما التالي؟
الخطوة الأسترالية تزيد الضغط الدولي على إيران، وبموجب القرار، سيتم إغلاق السفارة الأسترالية في طهران مؤقتًا، وقد تم نقل الدبلوماسيين إلى بلد ثالث.
كما أن إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب سيمنع التعامل معه ماليًا ويعطي الشرطة صلاحيات إضافية، فيما هددت إيران باتخاذ "قرار مناسب" ردًا على الطرد، ما قد يشمل إجراءات دبلوماسية مماثلة أو تصعيدًا عسكريًا غير مباشر.
يثير هذا التصعيد قلقًا بشأن التنميط والضغوط المجتمعية أما بالنسبة للجالية الإيرانية في أستراليا البالغ عددها نحو 90000 شخص، لكن في المقابل، رحبت منظمة الجالية الإيرانية الأسترالية بالقرار، قائلة "نحن سعداء برحيلهم"، اعتبرت منظمات يهودية أن القرار يحمي سيادة أستراليا ويبعث رسالة واضحة بأن الهجمات الخارجية لن تُغض الطرف عنها.