برهم صالح مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة.. ماذا نعرف عنه؟

ملخص :
النشأة والبدايات
ولد برهم صالح عام 1960 في مدينة السليمانية شمالي العراق، ونشأ في بيئة كردية بين جبال المدينة، ينتمي إلى عائلة ذات تاريخ سياسي واجتماعي بارز؛ فوالده كان قاضياً وسياسياً غير متحزب، له علاقات واسعة بالحركة الكردية والقيادات العراقية، بينما عُرفت والدته بشخصيتها القيادية واهتمامها بحقوق الفتيات وتمكينهن من التعليم، رغم القيود الاجتماعية التي واجهتها.
منذ صغره، انخرط صالح في صفوف الحركة الوطنية الكردية، وانضم إلى الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1976، ما أدى إلى اعتقاله مرتين عام 1979 بسبب نشاطه السياسي.
المسيرة الأكاديمية والمبادرات التعليمية
التحق صالح بجامعة كارديف في المملكة المتحدة، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1983، قبل أن يُكمل دراساته العليا في جامعة ليفربول، حيث نال الدكتوراه عام 1987 في الإحصاء وتطبيقات الحاسوب في مجال الهندسة.
إلى جانب مسيرته الأكاديمية، أسهم صالح في تطوير التعليم العالي في العراق بتأسيس الجامعة الأميركية في العراق، وتولى رئاسة مجلس أمنائها، كما شارك بنشاط في دعم المشاريع الثقافية والمجتمع المدني، وترأس هيئة أمناء "الملتقى العراقي"، التي أشرفت على مبادرات تعليمية لدعم الطلبة المتفوقين في جامعات بغداد وإقليم كردستان وجنوب العراق.
الخطوات الأولى في السياسة الكردية
بدأ برهم صالح مسيرته السياسية بانضمامه إلى الاتحاد الوطني الكردستاني في سبعينيات القرن العشرين، وتدرج في صفوفه حتى أصبح مسؤولاً عن العلاقات الخارجية في لندن.
في عام 1992، انتُخب عضواً في قيادة الحزب خلال أول مؤتمر علني له في الإقليم، وتولى إدارة مكتب العلاقات في الولايات المتحدة بين 1993 و2002، كما كان أول ممثل لحكومة إقليم كردستان في واشنطن بعد حصول الإقليم على الحكم الذاتي.
رئاسة حكومة إقليم كردستان والمناصب السيادية في العراق
تولى صالح رئاسة حكومة إقليم كردستان بين يناير/ كانون الثاني 2001 ومنتصف 2004، ثم اختير عام 2003 عضواً في مجلس الحكم العراقي المؤقت بعد سقوط نظام صدام حسين.
شغل في 2004 منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة، ثم وزيراً للتخطيط في 2005، ونائب رئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006.
قاد عام 2009 قائمة كردستان في انتخابات برلمان الإقليم، وفاز حزبه بـ 59 مقعداً، ما أتاح له تشكيل حكومة الإقليم وتولي رئاستها مجدداً حتى 2011، ونجح خلال هذه الفترة في توقيع أول عقد نفطي مع شركة "إكسون موبيل"، وفي أبريل/ نيسان 2012، تنازل عن منصبه ضمن اتفاق سياسي بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
رئاسة الجمهورية والمبادرات الوطنية
رشحه الاتحاد الوطني الكردستاني عام 2014 لمنصب رئيس الجمهورية، غير أن التحالف الكردستاني اختار فؤاد معصوم مرشحاً رسمياً.
أسس صالح عام 2017 حزب "تحالف من أجل الديمقراطية والعدالة"، وخاض به انتخابات 2018، قبل أن يعلن لاحقاً حله والعودة إلى الاتحاد الوطني الكردستاني.
في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، انتخب برهم صالح رئيساً لجمهورية العراق بعد حصوله على 219 صوتاً مقابل 22 لمنافسه فؤاد حسين، وخلال رئاسته، قدّم مشروع "قانون الناجيات الإيزيديات" لدعم الناجيات من تنظيم الدولة الإسلامية، والذي أقره البرلمان في مارس/آذار 2021.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، قدّم صالح استقالته احتجاجاً على الضغوط المتعلقة بتكليف تشكيل الحكومة، لكنه تراجع عن قراره، واستمر في مهامه حتى انتهاء ولايته عام 2022.
تعيينه مفوضاً سامياً لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة
أعلنت الأمم المتحدة في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2025 اختيار برهم صالح لتولي منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، لمدة خمس سنوات تبدأ في يناير/ كانون الثاني 2026، عقب موافقة اللجنة التنفيذية للمفوضية.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2025، انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة صالح بالتزكية، ليصبح أول رئيس للمفوضية من الشرق الأوسط منذ أكثر من 50 عاماً، خلفاً للمفوض الإيطالي فيليبو غراندي الذي شغل المنصب منذ عام 2016.
يُعتبر هذا التعيين خطوة نوعية ومفاجئة، كونه يمثل خروجاً عن التقليد المتبع بتعيين شخصيات من الدول المانحة الكبرى، ويعكس الثقة الدولية بمسيرة صالح السياسية والدبلوماسية والخبرات التي اكتسبها خلال سنوات عمله في العراق والمجتمع المدني.
فيليبو غراندي يُرحب
رحّب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بانتخاب الجمعية العامة في نيويورك للرئيس العراقي السابق برهم صالح خلفاً له على رأس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقال غراندي -حسب ما نشر الموقع الإلكتروني الرسمي للمفوضية- "يتمتع برهم صالح بخبرة عقود في الخدمة العامة رفيعة المستوى، تميزت بقيادة حكيمة ودبلوماسية ثاقبة، وباعتباره قادماً من بلد عانى مؤخراً من الصراع والاضطهاد والنزوح، فهو يمتلك خبرة مباشرة بالتحديات التي يواجهها العديد من اللاجئين اليوم، كل ذلك يجعل منه الشخص الأنسب لقيادة المفوضية في وقت يشهد في العالم نزوحاً واسع النطاق وتحديات إنسانية وسياسية متزايدة التعقيد".





