5 دول استقبلت مرحلين من الولايات الأميركية مقابل ملايين الدولارات

ملخص :
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة ترامب لجأت إلى دفع مبالغ مالية كبيرة لدول فقيرة أو استبدادية لإجبارها على استقبال مهاجرين ليسوا من مواطنيها، وقالت نيكول ويدرشايم من منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الأموال تُحوّل دون شروط واضحة، يجعلها شبيهة بمنح نقدية مباشرة يصعب تتبعها، وقد تُستغل لتعزيز الفساد أو الانتهاكات، لكن إدارة ترامب أكدت أن الترحيل إلى دول ثالثة ضروري لإخراج المرحلين، رغم أن محامين اعتبروا الأساس القانوني لهذه السياسة ضعيفاً، فيما أعلنت بعض الدول الأصلية للمهاجرين أنها لم ترفض استقبال مواطنيها.
غينيا الاستوائية: 7.5 ملايين دولار مقابل استقبال مرحلين
أشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن واشنطن دفعت 7.5 ملايين دولار لغينيا الاستوائية مقابل قبول المرحلين، على الرغم من أن مسؤولين كبار في الدولة متهمون بالتورط في الاتجار بالبشر وفق تقرير رسمي للخارجية الأميركية، وحذرت السيناتور جين شاهين من أن الأموال قد تُستغل لتعزيز شبكات الاتجار، موضحة أن المبلغ يفوق قيمة المساعدات الأميركية للبلاد خلال ثماني سنوات، ويُوجَّه مباشرة للحكومة المتهمة بالفساد وسوء إدارة الأموال العامة، فيما لم يحدد الاتفاق عدد المرحلين الذين ستستقبلهم الدولة.
إسواتيني: احتجاز وترحيل مشروط
ذكرت الصحيفة أن إسواتيني حصلت على 5.1 ملايين دولار مقابل استقبال 160 شخصاً، إلا أن العديد منهم ما زالوا محتجزين دون محاكمة، بينما أضرب بعضهم عن الطعام احتجاجاً، مثل الكوبي روبرتو موسكيرا الذي نُقل إلى المستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي، ورغم أن الحكومة الإسواتينية أكدت في الاتفاق نقل المبعدين لاحقاً إلى أوطانهم الأصلية، فقد رُحِّل شخص واحد فقط حتى الآن، وهو أورفيل إيتوريا (62 عاماً) إلى جامايكا بعد أكثر من شهرين من الاحتجاز في سجن شديد الحراسة.
السلفادور: أكثر من 250 فنزويلي مقابل 6 ملايين دولار
كشف التقرير أن الولايات المتحدة رحّلت أكثر من 250 فنزويلياً إلى سجن آمن في السلفادور مقابل 6 ملايين دولار، واتُهم بعض المرحلين بأنهم أعضاء في عصابات، إلا أن غالبية هؤلاء لم يخضعوا لأي محاكمة أو تهمة قبل إعادة ترحيلهم لاحقاً إلى فنزويلا مقابل إطلاق سراح أميركيين معتقلين.
وأشار التقرير إلى أن جزءاً من المرحلين نُقل بموجب "قانون أعداء الأجانب" في زمن الحرب، مما يثير تساؤلات حول استخدام القوانين الاستثنائية لأهداف سياسية متعلقة بالهجرة.
رواندا: دفع 7.5 ملايين دولار لاستقبال 250 مرحلاً
وقعت رواندا اتفاقاً لاستقبال 250 مرحلاً مقابل 7.5 ملايين دولار بهدف تعزيز "قدرتها على إدارة الحدود"، ويعد هذا الاتفاق استمراراً لسياسة أميركية سابقة تضمنت دفع مبالغ لاستقبال مرحلين من جنسيات مختلفة.
وأشار التقرير إلى أن الاتفاق أُبرم خلال دور أميركي في وساطة سلام بين الكونغو ورواندا، ما أثار مخاوف حقوقية من أن هذه المدفوعات قد تتقاطع مع مصالح سياسية، خصوصاً أن رواندا متهمة بدعم جماعات مسلحة في الكونغو.
غانا: استقبال مرحلين مقابل إعفاءات اقتصادية
وافقت غانا على استقبال واحتجاز، ثم ترحيل عشرات المرحلين مقابل إعفاءات اقتصادية وتخفيف قيود أميركية، مستندة إلى مبدأ حرية التنقل داخل إفريقيا، وأوضح دعاة حقوقيون أن بعض المرحلين نُقلوا إلى معسكرات دون خضوعهم لأي محاكمة، وأكد الرئيس، جون ماهاما، أن القرار يندرج ضمن خطوات تضامنية أفريقية، فيما رُحِّل منذ سبتمبر/أيلول نحو 42 شخصاً، بعضهم أعيد إلى بلدانهم، بينما نُقل آخرون إلى معسكر خارج العاصمة أكرا.
غياب الرقابة واتهامات بانتهاك حقوق المرحلين
خلص التقرير إلى أن إدارة ترامب استخدمت المال والمقايضات لإجبار دول فقيرة أو استبدادية على استقبال مهاجرين لا ينتمون إليها، وسط غياب رقابة واضحة على استخدام الأموال، مشيرا إلى اتهامات بتعرض المرحلين لظروف غير إنسانية، بما في ذلك الاحتجاز دون تهم، الإضراب عن الطعام، وسوء المعاملة داخل السجون والمعسكرات.





