4 معلومات تساعدك على فهم "الإمبريالية"

ملخص :
أولا: تعريف الإمبريالية
تُعرّف الإمبريالية على أنها سياسة الدولة الساعية لبسط السلطة والهيمنة، سواء عبر الاستحواذ المباشر على الأراضي، أو بفرض السيطرة السياسية والاقتصادية على مناطق أخرى، ونظرًا لاعتمادها الدائم على استخدام القوة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو بشكل أكثر ذكاءً، غالبًا ما تُدان الإمبريالية من منظور أخلاقي، كما يُستغل مصطلحها في الدعاية الدولية لتشويه سياسات الخصوم.
ثانيا: الإمبريالية في العصور القديمة
تتجلى الإمبريالية القديمة في حضارات الصين، وغرب آسيا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، فقد حلت الإمبراطورية الفارسية محل الإمبراطورية الاستبدادية للآشوريين بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، وامتازت بمعاملة أكثر ليبرالية للشعوب الخاضعة، ما أتاح لها الاستمرار لفترة طويلة.
تلتها الإمبريالية اليونانية التي بلغت ذروتها تحت قيادة الإسكندر الأكبر (356-323 قبل الميلاد)، محققةً اتحادًا بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا، ورغم أن حلم الإسكندر في إقامة كوزموبوليس - أي مجتمع عالمي يسوده التساوي بين الشعوب - لم يتحقق بالكامل، فقد وضعت الأسس التي مهدت لبناء الإمبراطورية الرومانية من بريطانيا إلى مصر.
مع سقوط روما، لم تعد فكرة الإمبراطورية كقوة موحدة موجودة، فاستمرت الأمم الناشئة في أوروبا وآسيا بتطبيق سياساتها الإمبريالية الفردية، مما جعل الإمبريالية قوة مثيرة للخلاف بين شعوب العالم.
ثالثا: الإمبريالية في العصر الحديث
شهد العصر الحديث إنشاء إمبراطوريات واسعة، استعمارية بالدرجة الأولى، عبر ثلاث مراحل رئيسية:
- الفترة من القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر: بسطت إنجلترا، وفرنسا، وهولندا، والبرتغال، وإسبانيا نفوذها على الأمريكتين والهند وجزر الهند الشرقية.
- مرحلة الهدوء النسبي: استمرت نحو قرن نتيجة ردود فعل قوية ضد الإمبريالية.
- من منتصف القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى (1914-1918): عادت السياسات الإمبريالية بقوة، مع انضمام روسيا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة واليابان كقوى جديدة.
خلال هذه الفترة، أصبح التحكم غير المباشر، وخاصة عبر النفوذ المالي، أكثر شيوعًا، وبعد الحرب العالمية الأولى، أعادت التطلعات العالمية المستوحاة من عصبة الأمم التركيز على مسألة الإمبريالية، قبل أن تشهد ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين تجددًا للإمبريالية بقيادة اليابان، والدول الشمولية مثل إيطاليا النازية وألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي.
رابعا: أسباب ظهور الإمبريالية
يمكن تصنيف أسباب الإمبريالية الحديثة إلى أربع مجموعات رئيسية:
- الذرائع الاقتصادية: يرى المنظرون الماركسيون أن الإمبريالية تمثل المرحلة المتأخرة للرأسمالية، حيث يسعى الاقتصاد الرأسمالي الوطني الاحتكاري للتوسع بسبب فائض الإنتاج ورأس المال، ما يدفعه لمنافسة الدول الأخرى.
- الذرائع البشرية والطبيعية: اعتبرت شخصيات مثل ميكافيللي، والسير فرانسيس بيكون، ولودفيغ جومبلوفيتش الإمبريالية جزءًا طبيعيًا من صراع البشر من أجل البقاء، وهي رؤية اعتمدها لاحقًا أدولف هتلر، وبينيتو موسوليني لأغراض عملية، وليست فكرية.
- الذرائع الاستراتيجية والأمنية: يرى المؤيدون أن الدول بحاجة للسيطرة على قواعد عسكرية وموارد استراتيجية، والحفاظ على حدود طبيعية، وتأمين خطوط الاتصال، لمنع الدول الأخرى من امتلاك النفوذ نفسه، ومع ذلك، قد يؤدي التوسع الإمبريالي إلى احتكاك بين القوى وخلق انعدام أمني.
- الذرائع الأخلاقية والتبشيرية: يرى بعض الداعمين للإمبريالية أنها وسيلة لتحرير الشعوب من الاستبداد ونشر القيم الإنسانية.
وبناءً على هذه الدوافع المتنوعة، تشمل الإمبريالية خليطًا من الضغوط الاقتصادية، والجشع البشري، والرغبة في السلطة والهيبة، بالإضافة إلى العواطف القومية والاعتبارات الإنسانية، ما يجعل القضاء عليها صعبًا، ويجعل بعض الدول النامية تتشكك في أي دعم أو تعاون اقتصادي وتقني باعتباره شكلًا جديدًا من أشكال الاستعمار.





