القمة الخليجية الـ 46 تختتم أعمالها ببيان من 162 بندا.. تعرف على تفاصيلها

ملخص :
أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ 46، والتي عقدت، أمس الأربعاء، في العاصمة البحرينية المنامة، أن أمن دول مجلس التعاون يشكل منظومة واحدة مترابطة، وأن أي تهديد لأحد أعضائه يُعد تهديداً مباشراً للجميع، استناداً إلى النظام الأساسي للمجلس واتفاقية الدفاع المشترك.
وشدد القادة على التنفيذ الدقيق والمستمر لرؤية الملك سلمان لتعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يتضمن استكمال المنظومتين الدفاعية والأمنية، وتوحيد المواقف السياسية، وبناء شراكات دولية واسعة، مع تكليف الجهات المختصة بوضع جدول زمني محدد لإنجاز تلك الرؤية.
من التعاون إلى الاتحاد
في محور العمل الخليجي المشترك، جدّد البيان التأكيد على استمرار المشاورات المتعلقة بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، مشيراً إلى تكليف المجلس الوزاري والجهات المختصة باستكمال ما يلزم من إجراءات للدفع بهذا التوجه.
كما اعتمد البيان تشغيل منصة تبادل البيانات الجمركية خلال النصف الثاني من عام 2026، موجّهاً إلى الإسراع في استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي ووضع خطة زمنية عاجلة، بالإضافة إلى متابعة تنظيم تجارة الخدمات عبر الحدود، وتطبيق الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية.
تكامل اقتصادي متسارع
على الصعيد الاقتصادي، برزت خطوات تكاملية لافتة، أبرزها الترحيب بعقد منتدى ومعرض "صُنع في الخليج" في أكتوبر 2026، بهدف إبراز القدرات الصناعية الخليجية وتحفيز التكامل الإنتاجي.
واعتمد القادة إنشاء هيئة موحدة للطيران المدني لدول مجلس التعاون، على أن تكون مقرها دولة الإمارات، إلى جانب اعتماد الاتفاقية العامة لمشروع سكة الحديد الخليجية، وتفعيل القواعد الموحدة لملاك العقارات المشتركة، في خطوة تعكس توجهاً نحو رفع مستوى المأسسة الاقتصادية داخل المجلس.
تعزيز القضاء ومكافحة الفساد
أثنى البيان على مخرجات المؤتمر الخليجي الأول للتعاون القضائي والعدلي والتشريعي، وعلى الجهود المبذولة من المجالس البرلمانية في تنسيق التشريعات، مشيدا بالمبادرات المتعلقة بتعزيز القيم الدينية، ومكافحة الفساد عبر أدلة وإستراتيجيات مشتركة، وبالإنجازات المحققة في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص.
البيئة والطاقة
وفي القضايا البيئية، أكد البيان أهمية دعم العمل المشترك تحت مظلة "الشرق الأوسط الأخضر"، مشدداً على ضرورة الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، واعتماد نهج متوازن لا يستبعد أي مصدر من مصادر الطاقة.
كما جدّد التزام دول المجلس بنهج الاقتصاد الدائري للكربون، القائم على خفض الانبعاثات وإعادة استخدامها وتدويرها وإزالتها، عبر مشاريع تشمل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف وتقنيات التقاط الكربون.
القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمامات
احتلت القضية الفلسطينية مساحة بارزة في البيان الختامي، حيث أكد القادة دعمهم الثابت لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد القادة على ضرورة رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، مرحّبين باتفاق وقف إطلاق النار وبمخرجات "قمة شرم الشيخ للسلام"، وبالقرارات الأممية ذات الصلة، مرحبين بالاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وأبدوا دعمهم وكالة "الأونروا"، وإقرار إنشاء صندوق مخصص لرعاية أيتام غزة.
اليمن.. دعم للحل السياسي ومواجهة التهديدات الحوثية
وجدد البيان دعم مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، مرحباً بنتائج أعمال اللجنة الفنية المشتركة الخاصة بتحديد الاحتياجات التنموية.
وأشاد بالدعم الاقتصادي والإنساني المقدم من السعودية والإمارات والكويت وصناديق التنمية الخليجية، إضافة إلى مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، كما أدان الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر، وعمليات تهريب الأسلحة، والاعتداءات التي طالت موظفي الأمم المتحدة.
الجزر الإماراتية وحقل الدرة
أكد البيان مجدداً الموقف الخليجي الثابت تجاه الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، معتبراً جميع الإجراءات الإيرانية بشأنها باطلة، ومشيداً بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم للإمارات.
وفيما يتعلق بحقل الدرة، شدد البيان على أنه يقع بالكامل ضمن المناطق البحرية الكويتية، وأن ملكيته مشتركة حصراً بين السعودية والكويت.
ملفات عربية شاملة
وتناول البيان عدداً من الملفات الإقليمية، مؤكداً وحدة وسيادة العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا والصومال، ورافضاً أي تدخلات خارجية فيها، ودعا المجلس إلى دعم الحلول السياسية التي تنهي الحروب والصراعات وتعيد الاستقرار إلى هذه الدول.
وفي السياق ذاته، أشاد البيان بالجهود الخليجية في الوساطة خلال الأزمة الروسية – الأوكرانية، والتي أسفرت عن تبادل آلاف الأسرى، والمساهمة في تسهيل تصدير الحبوب وتقديم مساعدات إنسانية.
شراكات دولية متسارعة
ورحب البيان بمشاركة رئيسة وزراء إيطاليا في أعمال القمة، كما أشاد بنتائج القمم المشتركة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، موجهاً بالإسراع في تنفيذ خطط العمل المتفق عليها مع هذه الدول والمجموعات.
رؤية خليجية تجمع الأمن بالاقتصاد والسياسة
ختاماً، جسّد البيان الختامي لقمة المنامة رغبة خليجية واضحة في الجمع بين تعزيز الأمن المشترك، وتوسيع آفاق التكامل الاقتصادي، ودعم الاستقرار السياسي في المنطقة، وبشكل خاص مساندة القضية الفلسطينية، وعبّر البيان، عبر بنوده الـ 162، عن مقاربة واقعية تسعى لتوسيع العمل المؤسسي داخل مجلس التعاون، وترسيخ دوره كفاعل إقليمي مؤثر في محيطه العربي والدولي.





