الذهب يلمع في الأسواق الأردنية مع تزايد الإقبال والطلب

ملخص :
يرى خبراء في القطاع أن ما يحدث ليس مجرد ارتفاع مؤقت، بل جزء من موجة صعود عالمي مرتبط بزيادة الإقبال على المعدن الأصفر، خاصة بعد تحركات دول كبرى مثل الصين لتحويل جزء من احتياطاتها النقدية إلى الذهب، ما زاد الضغط على الأسعار عالميًا وأثر بشكل مباشر على السوق الأردنية.
الطلب المحلي والمستفيدون من الارتفاع
في السوق الأردنية، ارتفع الإقبال على شراء الذهب خلال الأسابيع الماضية، سواء لأغراض الادخار أو الزينة، ويشير الصاغة إلى أن الزبائن أصبحوا يشترون بكميات أكبر من المعتاد، تحسّبًا لارتفاعات إضافية متوقعة في الأسعار، ويُعتبر المستثمرون من أبرز المستفيدين من هذا الصعود، إذ يسعون إلى استغلال الفروقات السعرية بين فترات الانخفاض والارتفاع.
تحولات الأسواق العالمية وتأثير الصين
على الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بعد إعلان الصين عن تحويل جزء من احتياطاتها النقدية إلى ذهب، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للابتعاد عن الاعتماد على الدولار الأمريكي، هذا القرار عزز الطلب العالمي على المعدن النفيس، ورفع الأسعار في معظم الأسواق، بما فيها السوق الأردنية التي تتأثر مباشرة بالأسعار العالمية، كما ساهمت التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية بين الدول الكبرى في زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ما جعل الطلب يفوق العرض، ويدفع الأسعار نحو مستويات قياسية.
تطور الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضية
شهدت أسعار الذهب خلال السنوات الثلاث الماضية تذبذبًا ملحوظًا، ففي عام 2022 انخفضت الأسعار نسبيًا مع قوة الدولار واستقرار الأسواق، لكنها عادت للارتفاع في عام 2023 مع تصاعد الأزمات العالمية وارتفاع التضخم.
أما في عام 2024 وبداية 2025، فقد واصل الذهب ارتفاعه بشكل متدرّج حتى وصلت أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز غرام الذهب عيار 21، في الربع الرابع من عام 2025، حاجز 88 دينارًا أردنيًا، وهو أعلى مستوى له في التاريخ.
بينما يترقّب الأردنيون أي انخفاض في الأسعار خلال الفترة المقبلة، يرى خبراء الاقتصاد أن اتجاه الذهب سيبقى نحو الارتفاع طالما استمرت حالة عدم الاستقرار الاقتصادي عالميًا، ويبقى المعدن الأصفر بالنسبة للكثيرين، سواء في الأردن أو خارجه، رمزًا للأمان المالي، ووسيلة لحماية المدّخرات من تقلبات الأسواق.





