مصر تستعيد مكانتها الإقليمية عبر رئيس مخابراتها.. فما التفاصيل؟

ملخص :
شهدت الأشهر الماضية بروز نجم مدير المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، والذي أصبح اسمه يُتداول بشكل كبير في أكثر الأزمات والنزاعات في المنطقة، فمن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي جرت في شرم الشيخ، مرورا باجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي، نتنياهو، وانتهاء بوصوله إلى بيروت.. فما هي أبرز جهوده، وماذا نعرف عنه؟
من هو حسن رشاد؟
- تخَرّج من الكلية الفنية العسكرية برتبة ملازم أول عام 1990، والتحق بجهاز المخابرات وتدرج في المناصب حتى تمت ترقيته إلى درجة وكيل جهاز المخابرات.
- بتاريخ 16/10/2024 عيّنه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رئيسا للمخابرات العامة خلفا للواء عباس كامل.
- الرئيس الـ 27 لجهاز المخابرات المصري منذ نشأته في خمسينيات القرن الماضي.
- تدرج اللواء حسن رشاد في مختلف المهام والرتب والتخصصات داخل جهاز المخابرات العامة إلى أن أصبح وكيلا للجهاز، ثم رئيسا للجهاز.
الإعلام العبري عبر قلقه من رشاد بعد تعيينه بأيام
- ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس المخابرات المصرية الجديد حسن محمود رشاد، له دور بارز في تقريب عودة الدفء في العلاقات بين القاهرة وطهران وهي الخطوة التي لم تكن تتمناها تل أبيب.
- وأضاف الإعلام العبري أن لرشاد طموح كبير في قيادة صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب في القطاع.
- قال العميد احتياط والخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، شموئيل إلمز، في تصريحات لصحيفة "غلوبس" الإسرائيلية إن حسن محمود رشاد تحقيق الاختراق الذي طال انتظاره في صفقة الأسرى، وربما يكون قادرا أيضا على إنقاذ الاقتصاد المصري المتعثر.
- وقال الدكتور أوفير وينتر، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، لصحيفة جلوبس العبرية: "أنه المسؤول عن التقارب الدبلوماسي بين إيران ومصر في السنوات الأخيرة".
جهوده في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
منذ توليه رئاسة جهاز المخابرات المصرية لعب اللواء حسن رشاد دورا أساسيا في الوصول إلى التهدئة في غزة، وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإنه قاد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع أطراف الصراع، تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اللواء حسن رشاد كان دوره محوريًّا في مفاوضات وقف إطلاق النار عبر مراحلها المختلفة، سواء في القاهرة أو الدوحة، بفضل علاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف
وبحسب مصادر سياسية مصرية، فقد تمكن اللواء حسن رشاد من تهيئة أرضية للحوار وسط ظروف بالغة التعقيد، حيث بعثت المخابرات برسائل واضحة بأن استمرار نزيف الدم ليس خيارا، مؤكدة أن وجود اللواء حسن رشاد في مسار التفاوض كان الفتا حيث شكل نقطة ارتكاز في إدارة الاتصالات بين إسرائيل و"حماس" منذ أشهر عدة وساهم في صياغة ساهمت في التوصل للاتفاق.
لقاءه مع نتنياهو
كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تفاصيل حول الزيارة الاستثنائية التي قام بها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن الزيارة جاءت وسط تصاعد الغضب الدولي من تعثّر تنفيذ "المرحلة الثانية" من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونوه التقرير إلى أن هذه الزيارة تعدّ نادرة، إذ إنها الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين، وتأتي في ظل استياء متزايد لدى الأطراف الوسيطة من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول في مفاوضات جديدة قبل استرداد جثامين جميع الرهائن القتلى المحتجزين لدى حماس.
وخلال لقائه مع نتنياهو، طلب اللواء رشاد "فتح معبر رفح"، وفق ما أفاد به مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما ناقش الجانبان أيضًا "خريطة طريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل، ودعم السلام الإقليمي، إضافة إلى عدد من القضايا الأمنية والإقليمية المشتركة.
رشاد في بيروت
من المقرر أن يصل، اليوم الأربعاء، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، إلى بيروت في زيارة رسمية إلى لبنان في توقيت حرج بين لبنان وإسرائيل.
وتشير معلومات إلى أن رشاد سيلتقي رئيس الجمهوريّة، ورئيسَي مجلس النواب، والحكومة، كما سيعقد لقاءات مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل بحضور مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، فيما لم يُعرف إذا كان سيلتقي ممثّلين عن حزب الله.
وتأتي الزيارة في إطار "التنسيق الأمني والسياسي" بين لبنان ومصر، وفق ما صرّح به السفير المصري في لبنان، وهي تحمل رسالة عربية ودولية للبنان، في ظل تصاعد التوتر في الأيّام الأخيرة، وتُعدّ جزءاً من تحرّك أوسع لمصر في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، بعد الدور المصري في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة.
مصر تدعم "حصرية السلاح بيد الدولة في لبنان"
تدعم مصر الموقف اللبناني الرسمي المتعلّق بمبدأ "حصرية السلاح بيد الدولة"، كما عبّرت مصر عن دعمها لموقف الرئيس اللبناني تجاه هذا الأمر، وسيبحث رشاد سُبُل خفض التصعيد على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، ومناقشة ما يمكن أن تساهم به مصر في هذا الشأن.
رشاد يُعيد مصر إلى مكانتها الإقليمية
يرى المتابعون أن هذه الزيارة، بالإضافة إلى الجهود المصرية في أكثر من حدث إقليمي، يُعيد الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، بل أيضاً في لبنان، مما يعكس رغبة القاهرة في أن تكون فاعلة كوسيط إقليمي.
وحسب مصدر دبلوماسي فإن لدى مصر رغبة في توظيف تجربتها في تهدئة الأوضاع، أو التوسّط في النزاعات لصالح استقرار لبنان أو تخفيف التصعيد الداخلي والخارجي، خاصة أن الدول العربيّة، ومنها مصر، مدركة للمخاطر التي يواجهها لبنان في حال استمرّ حزب الله في رفضه تسليم سلاحه.





