اغتيال مرشح بارز في تحالف السيادة يُربك المشهد الانتخابي في العراق

ملخص :
أودت العملية بحياة صفاء الحجازي، المرشح للانتخابات البرلمانية، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه شمالي العاصمة بغداد، في حادثة تُعيد إلى الأذهان حقبة الاغتيالات التي سادت سابقاً، ويُعد الحجازي من أبرز المرشحين ضمن قائمة "تحالف السيادة"، الذي يتزعمه خميس الخنجر، ويمثل الثقل الأكبر للقوى السياسية العربية السُنّية في المشهد العراقي.
تفاصيل عملية الاغتيال
وفقاً لإفادات مسؤولين في جهاز الشرطة العراقية في بغداد، فإن القيادي صفاء الحجازي استُهدف بعبوة ناسفة زُرعت أسفل مركبته الشخصية، ووقع الهجوم بينما كان الحجازي في طريق عودته إلى مقر إقامته في بلدة الطارمية، الواقعة على مسافة 25 كيلومتراً شمالي بغداد.
وفي تصريح أكد عقيد في الشرطة العراقية لوسائل إعلام، أن المعلومات الأولية تشير إلى وقوع إصابات أخرى بين أفراد حماية الحجازي ومرافقيه، مشددا على أن العبوة الناسفة نُصبت لاستهدافه تحديداً عند توجهه من قلب بغداد إلى منزله في الطارمية، معتبراً أنه من السابق لأوانه توجيه الاتهام لأي جهة بعينها بالمسؤولية عن تنفيذ هذا العمل الإجرامي.
ردود فعل غاضبة ومطالبات بتحقيق فوري
توالت بيانات النعي والإدانة على المستويين السياسي والبرلماني، مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات حاسمة لكشف ملابسات الجريمة.
نعى رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، الشهيد الحجازي في بيان رسمي، جاء فيه: "ننعى إلى أبناء شعبنا وأهلنا في قضاء الطارمية خاصةً الشهيد الأستاذ صفاء الحجازي، الابن البار والمرشح ضمن تحالفنا، تحالف السيادة، الذي ارتقى شهيداً صباح هذا اليوم إثر عبوة غادرة استهدفته مع اثنين من مرافقيه، في عملٍ إرهابيٍ جبانٍ أراد التطاول على رموز الموقف والكلمة والمبدأ"، داعيا "الحكومة والجهات الأمنية المختصة إلى ضرورة القيام بالإجراءات التحقيقية اللازمة، وتشكيل لجنة تتولّى التحقيق في هذه الجريمة البشعة، لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع".
وأدانت النائبة عائشة المساري الجريمة، واتهمت من وصفتهم بـ "أيادي الغدر والخيانة" بتنفيذ عملية الاغتيال، مؤكدة في بيان صادر عنها أن "هذه الحادثة تستدعي إلى الذاكرة حقبة الاغتيالات المظلمة التي ظنّ العراقيون أنهم تجاوزوها إلى غير رجعة"، محذرة من مغبة هذا التصعيد.
وشددت النائبة على أن "عودة مسلسل الاغتيالات يقرع جرس الإنذار في أمن العاصمة بغداد، بعدما عاش المواطنون فترة من الاستقرار والطمأنينة"، مطالبة الجهات الأمنية والحكومية بـ "الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في كشف الجناة ومحاسبة كل من تورّط في هذا العمل الإجرامي أو تستّر عليه، أيّاً كان موقعه".
تحدٍ أمني جديد على أعتاب الاستحقاق الانتخابي
تُعد هذه أول عملية اغتيال تستهدف مرشحاً للانتخابات وشخصية سياسية بارزة منذ فترة طويلة في بغداد، التي كانت قد شهدت تحسناً أمنياً ملحوظاً مقارنة بالسنوات الفائتة، ما يجعل الحكومة أمام تحدٍ أمني جسيم، يتطلب ضمان سلامة جميع المرشحين المعروفين والبارزين، وصون سلامتهم من اعتداءات مماثلة قد تهدد نزاهة العملية الانتخابية واستقرار البلاد.





