قيود واشنطن على تصدير الرقائق "فشلت"... والصين تُسرّع وتيرة تطويرها التكنولوجي

في تصريحات جريئة قد تعيد رسم معالم حرب الرقائق العالمية، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، أن القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين "فشلت"، معتبرًا أن هذه السياسات دفعت بكين إلى تسريع إنتاجها المحلي وتعزيز قدراتها التكنولوجية.
وقال هوانغ خلال مشاركته في معرض "كومبيوتكس" للتكنولوجيا في تايبيه: "الشركات الصينية موهوبة ومصمّمة للغاية، وما قامت به الولايات المتحدة من رقابة على التصدير أعطاها الحافز والطاقة والدعم الحكومي لتسريع تطورها"، وأضاف: "بشكل عام، أعتقد أن القيود على التصدير كانت فاشلة".
وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التكنولوجية بين بكين وواشنطن توترًا متزايدًا، بعد أن فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن حظرًا صارمًا على تصدير الرقائق الإلكترونية المتقدمة إلى الصين، خاصة تلك المستخدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
في المقابل، ومع تولي دونالد ترامب الرئاسة مجددًا مطلع 2025، تم التراجع عن بعض هذه القيود، واستُبدلت بسياسات "توصيات وتحذيرات" تطالب فيها وزارة التجارة الأميركية الشركات بالحذر من العواقب المحتملة لاستخدام الرقائق الأميركية في تطوير النماذج الصينية للذكاء الاصطناعي.
إلا أن هذه الخطوة لم تمر دون رد. فقد تعهدت الصين الأربعاء بالردّ على ما وصفته بـ"الترهيب الأميركي"، مؤكدة أن واشنطن تستخدم التجارة أداة للهيمنة الجيوسياسية. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات خنق تطورها التكنولوجي".
تصريحات هوانغ تتزامن مع تنامي قدرات الشركات الصينية مثل هواوي وسميكوندكتر مانوفاكتشورينغ إنترناشونال كوربوريشن (SMIC)، التي بدأت بالفعل بإنتاج رقائق قريبة في أدائها من تلك التي تنتجها كبرى الشركات الأميركية مثل إنفيديا وإنتل.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن القيود الأميركية ربما منحت الصين "فرصة ذهبية" لإعادة بناء سلسلة توريد داخلية، وتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية، ما قد يؤدي في السنوات القادمة إلى تغييرات جذرية في خارطة صناعة الرقائق عالميًا.
وفيما تسعى إنفيديا للحفاظ على موقعها كأكبر مُصنّع عالمي لرقائق الذكاء الاصطناعي، لا تخفي الشركة قلقها من أن خسارة السوق الصينية قد تُهدد مستقبل الابتكار في هذا المجال.