سوريا تُعيد أرشيف إيلي كوهين لإسرائيل: بادرة تهدئة أم بداية تحول سياسي؟

قرار القيادة السورية بإعادة أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تل أبيب يعكس تغيرًا غير مسبوق في بوصلة دمشق الإقليمية، وسط محاولات لخفض التوترات وتطبيع العلاقات ضمن صفقة أوسع تشمل رفع العقوبات الأمريكية.
في خطوة فاجأت المتابعين، أكدت مصادر مطلعة لوكالات دولية أن القيادة السورية وافقت على إعادة أرشيف الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين إلى تل أبيب، في ما وُصف بأنه "بادرة حسن نية" ضمن جهود أوسع لخفض التوترات في المنطقة.
لكن مَن هو إيلي كوهين؟
لجيل جديد قد لا يعرف القصة كاملة، إليك الملخص: إيلي كوهين هو جاسوس إسرائيلي اخترق عمق النظام السوري في ستينيات القرن الماضي، متنكرًا باسم "كامل أمين ثابت". تمكّن من الوصول إلى مواقع حساسة داخل الحكومة والجيش، قبل أن يُكشف أمره عام 1965 ويُعدم علنًا في دمشق.
كوهين كان يُعتبر من "أكبر إنجازات الموساد"، وساهمت معلوماته في تفوق إسرائيل العسكري في حرب 1967. رغم مرور 60 عامًا على إعدامه، لا تزال قضيته تُحرّك مشاعر الطرفين – الإسرائيليين الذين يطالبون بإعادة رفاته، والسوريين الذين يرون فيه رمزية لحقبة التجسس والحرب.
ماذا يعني "إعادة أرشيفه"؟
الحديث لا يدور عن إعادة الرفات، بل عن متعلقاته الشخصية: دفتر ملاحظات، ساعة يد، وثائق، صور عائلية، وأغراضه التي صودرت عند اعتقاله. وفقًا لـ Reuters و Times of Israel، تمت إعادة هذه المقتنيات مؤخرًا إلى إسرائيل عبر وسيط دولي، في صفقة أُبرمت بهدوء ودون إعلان رسمي.
لماذا الآن؟
التوقيت ليس عشوائيًا. تأتي هذه الخطوة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لرفع العقوبات عن سوريا، ما اعتُبر مؤشرًا على توجه جديد لدمشق نحو الانفتاح والتسوية.
تؤكد مصادر إعلامية أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشراع – والتي تولت السلطة بعد سقوط نظام الأسد – أرادت إرسال رسالة تهدئة إلى الغرب، وإظهار حسن النية تجاه إعادة العلاقات مع المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل.
مصادر مطلعة نقلت أن المبادرة تمت بالتنسيق مع السعودية والولايات المتحدة، وقد تُشكل جزءًا من تفاهمات سرية تشمل مشاريع إعادة الإعمار وتعاونًا أمنيًا محتملًا.
هل سوريا تغيّر موقفها من إسرائيل؟
قد يبدو غريبًا الحديث عن أي تقارب بين دمشق وتل أبيب، لكن المشهد السياسي يتغير بسرعة. بعد عقود من العداء، ومع توقيع دول عربية على اتفاقيات أبراهام، لم يعد الحديث عن التطبيع أمرًا مستبعدًا.
القيادة السورية الجديدة قد تنظر للتقارب مع إسرائيل كـ ورقة تفاوض، خاصة إذا ارتبط بمنافع اقتصادية ورفع كامل للعقوبات. لكن حتى اللحظة، لا حديث رسمي عن اعتراف أو علاقات دبلوماسية – فقط إشارات غير مباشرة.
كيف تفاعل الرأي العام؟
في إسرائيل، وُصف القرار بأنه "اختراق تاريخي" و"خطوة إنسانية طال انتظارها"، خاصة من عائلة كوهين التي عبرت عن ارتياحها.
في سوريا، تراوحت ردود الفعل بين الصدمة والحذر. البعض رأى فيها خطوة ذكية لإنهاء العزلة، بينما اعتبرها آخرون تنازلًا غير مبرر يمس بكرامة وطنية.
الدلالات السياسية؟
- تقارب غير مباشر مع إسرائيل = احتمال تعزيز دور سوريا في الإقليم.
- تمهيد محتمل لانضمام سوريا إلى مبادرات إقليمية مشتركة تشمل الأمن والاقتصاد.
- رسالة لواشنطن: "نحن مستعدون للتغيير... مقابل الدعم الدولي".
هل ترى في إعادة أرشيف إيلي كوهين خطوة نحو السلام؟