قمة ماليزيا 2025: الخليج وآسيان والصين يرسمون خريطة جديدة للتحالفات
القمة الثلاثية بين دول الخليج، الصين، وآسيان تعكس تحولاً جذرياً في موازين القوى العالمية، وتعيد رسم المشهد الاقتصادي والسياسي في آسيا والشرق الأوسط.
في قلب كوالالمبور، ستجتمع ثلاث قوى إقليمية في قمة تاريخية تُعيد تعريف العلاقات الدولية: دول مجلس التعاون الخليجي، رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والصين. على مدار يومين (26 و27 مايو 2025)، لم تكن الاجتماعات مجرد مراسم دبلوماسية تقليدية، بل منصة لرسم ملامح المستقبل.
قمة بثلاث لغات… وهدف واحد
بعيداً عن ضجيج التوترات الدولية والهيمنة الغربية، تآتي القمة الثلاثية كمساحة هادئة لإعادة التوازن العالمي. الخليج، الذي يبحث عن تنويع تحالفاته، وجد في آسيان شريكًا اقتصاديًا واعدًا، وفي الصين حليفًا استراتيجيًا يتحرك بثقة نحو قيادة عالم متعدد الأقطاب.
تناول اللقاء ملفات التجارة الحرة، الأمن الإقليمي، الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الرقمية. وتم التأكيد على ضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات العالمية، مثل تغيّر المناخ وعدم استقرار سلاسل التوريد.
الصين… حجر الأساس في المعادلة
الصين، التي استثمرت سياسيًا واقتصاديًا في بناء علاقاتها مع الخليج وآسيان على مدار العقدين الماضيين، كانت القوة المحركة خلف هذا التلاقي. من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، استطاعت بكين خلق نقاط تقاطع مع مصالح الدول المشاركة.
وقد اعتُبر هذا التقارب نتيجة طبيعية لعوامل كثيرة، أهمها رغبة دول الخليج في تقليل اعتمادها على الغرب، وسعي آسيان للخروج من تأثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
من الاقتصاد إلى الجغرافيا السياسية
القمة لم تكن اقتصادية فحسب؛ بل حملت دلالات جيوسياسية واضحة. إذ تزامنت مع توترات متزايدة في بحر الصين الجنوبي، وتصاعد التنافس بين واشنطن وبكين. في هذا السياق، فإن أي تحالف جديد بين هذه الكتل الإقليمية يشكل تحدياً للنفوذ الأمريكي.
كما ناقشت القمة الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على دول تعتمد على التصدير، مثل فيتنام وماليزيا، ما يعكس إدراكًا جماعيًا بأن الاعتماد على اقتصاد واحد لم يعد خيارًا آمنًا.
ماذا تعني القمة للشباب العربي؟
بالنسبة لشباب المنطقة، خاصة أولئك المهتمين بالفرص المستقبلية، فإن هذه القمة تفتح أبوابًا جديدة. من التعاون في مجالات التكنولوجيا إلى إطلاق مشاريع تعليمية مشتركة، هناك مساحات واسعة يمكن استكشافها.
بلغة أبسط: القمة تقول لك إن المستقبل لن يُصنع في الغرب وحده.
