وزير الخارجية السوري يرد على فورد: ما تحقق في 8 ديسمبر إنجاز سوري بامتياز.. ولا مكان للتشكيك

في أول رد رسمي على تصريحات السفير الأمريكي الأسبق روبرت فورد، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن زيارات فورد إلى سوريا لم تكن سوى محاولات للاطلاع على "التجربة الثورية السورية"، وشدد على أن ما تحقق في 8 ديسمبر هو إنجاز سوري خالص يعكس صمود الشعب وإرادته بالتحرر.
وقال الشيباني، في بيان نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، مساء الثلاثاء، إن زيارة فورد – كغيره من الوفود الأجنبية – جاءت في إطار فهم تطورات الثورة السورية، لا أكثر، مضيفًا: "واجبنا الآن أن نبني على المناخ الدولي والإقليمي الداعم، لا أن نُعطي مساحة لمن يسعى لتقويض ثقة السوريين بأنفسهم".
وكان فورد قد ألقى محاضرة مثيرة للجدل في الأول من مايو الجاري بعنوان "انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟"، كشف خلالها عن لقاءات جمعته بالرئيس السوري أحمد الشرع، من بينها لقاءات في إدلب ثم لاحقاً بعد تسلمه الحكم في دمشق.
وفق رواية فورد، فإن لقاءه الأول مع الشرع كان غير متوقع، حيث قال له بالعربية: "خلال مليون سنة لم أكن أتخيل أنني سأكون جالساً بجانبك"، ليجيبه الشرع: "ولا أنا". وأوضح أن الحوار دار بسلاسة، لكنه أشار إلى أن الشرع لم يعتذر عن ما وصفها بـ"العمليات الإرهابية"، إنما أقر فقط بأن "تكتيكات العراق لا تصلح في إدارة 4 ملايين شخص بإدلب".
الرواية لم تمر مرور الكرام، إذ سارعت الرئاسة السورية إلى نفي مضمونها، مؤكدة في تصريح نقلته قناة "الجزيرة" أن لقاء فورد كان جزءًا من زيارة عامة نظمتها مؤسسة بريطانية للأبحاث، ولم يحمل أبعادًا سياسية أو تفاهمات خاصة. وأضاف المصدر أن اللقاء اقتصر على نقاشات عامة ضمن وفد زائر للاطلاع على تجربة الحكم في إدلب.
في السياق ذاته، انتشرت عبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل مزاعم إضافية نُسبت لفورد، من بينها أنه ساعد في تدريب قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني لتسلم السلطة، وأن الهيئة كانت الخيار الأممي كبديل للنظام. غير أن تحقيقات صحافية لاحقة كذبت هذه الادعاءات ووصفتها بالمفبركة، مؤكدين أن فورد لم يتحدث بهذه التفاصيل.
وفي ختام بيانه، شدد الشيباني على ضرورة استثمار اللحظة السياسية الحالية لإعادة بناء سوريا، بعيداً عن محاولات التشويه أو التشكيك في رموزها. وقال: "لا نملك رفاهية الرد على كل رواية تُبثّ، ولكن نملك حقيقة واحدة: نحن من صنع هذا الإنجاز، وسنواصل المسير به".