صرخة إنسانية من اليمن: أكثر من 100 منظمة إغاثية تحذّر من كارثة وشيكة إذا لم يتحرك العالم

في رسالة تحذيرية غير مسبوقة، دعت 116 منظمة إغاثة دولية ومحلية، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني في اليمن، محذّرة من أن عام 2025 قد يكون الأسوأ على الإطلاق في بلد أنهكته الحرب والصراعات والأزمات المناخية.
وفي بيان مشترك صدر الثلاثاء، قالت المنظمات إن التمويل الحالي لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لم يتجاوز 10%، رغم مرور نحو خمسة أشهر على بداية العام، وهو ما يهدد بوقف المساعدات المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.
وحذر البيان من أن نقص التمويل يُعرّض المكاسب التي تحققت خلال سنوات من العمل الإنساني لخطر الضياع الكامل، مشيرًا إلى أن الفجوة التمويلية الراهنة تصل إلى 2.27 مليار دولار من أصل 2.48 مليار دعت لها الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي لتغطية الاحتياجات الإنسانية لـ10.5 مليون شخص في اليمن هذا العام.
وقالت المنظمات: "نناشد الجهات المانحة أن تقدم تمويلًا مرنًا، عاجلًا، وقابلًا للتنبؤ، فبدون هذه الخطوة الفورية، سنشهد انهيارًا واسعًا في الخدمات الأساسية، وزيادة مقلقة في معدلات الجوع والمرض، خصوصًا بين النساء والأطفال".
ويأتي هذا التحذير عشية انعقاد الاجتماع السابع لكبار مسؤولي الإغاثة الإنسانية بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والذي يُنتظر أن يناقش مستقبل الدعم الدولي لليمن، وآليات تنسيق الجهود في ظل ضعف التمويل وتراجع التغطية الإعلامية الدولية.
من جهتها، كانت الأمم المتحدة قد أطلقت الأسبوع الماضي نداءً طارئًا للحصول على 1.42 مليار دولار لتفادي الأسوأ في النصف الثاني من 2025، مؤكدة أن تقليص التمويل يهدد بخسارة خدمات ضرورية مثل الصحة والغذاء والتعليم والمياه.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25.5 مليون شخص في اليمن (من أصل 35.6 مليون نسمة) يعيشون الآن تحت خط الفقر، بينهم الملايين ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو يواجهون خطر المجاعة في بعض المناطق.
وتفاقم الوضع نتيجة الانهيار الاقتصادي الحاد، واستمرار النزاع المسلح، والصدمات المناخية مثل الفيضانات والجفاف، والتي أثرت بشكل مباشر على سبل العيش، خاصة في المناطق الريفية.
وبينما يتردد الحديث سياسيًا عن حلول قادمة، فإن الواقع على الأرض ينذر بكارثة إنسانية في حال لم تُتخذ خطوات سريعة لدعم اليمنيين، تقول منظمات الإغاثة، مؤكدة أن هذا التراجع في الدعم لم يعد يُمكن التعامل معه كأزمة تمويل فقط، بل كفشل أخلاقي عالمي تجاه بلد يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.