أوجلان يوجه رسالة بعد حل حزب العمال الكردستاني: حان وقت المصالحة مع تركيا

في خطوة تاريخية قد تعيد رسم مشهد العلاقات الكردية-التركية، وجه عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني والمسجون منذ 1999، رسالة غير مسبوقة دعا فيها إلى "تحول كبير" في العلاقة بين الدولة التركية والأقلية الكردية. الرسالة جاءت بعد أسبوع من قرار الحزب حل نفسه وإلقاء السلاح، في محاولة لإنهاء صراع دموي دام أربعة عقود وأودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
نقلت الرسالة برفين بولدان، النائبة عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (ديم)، والتي زارت أوجلان في سجنه الانفرادي بجزيرة إيمرالي قرب إسطنبول، برفقة محاميه أوزغور إيرول. هذه الزيارة هي الأولى منذ إعلان الحزب حله في 12 مايو/أيار، ما يضفي على كلمات أوجلان وزنًا سياسيًا ومعنويًا بالغًا.
في رسالته، وصف أوجلان العلاقة بين الأتراك والأكراد بأنها "علاقة أخوية مقطوعة"، مضيفًا: "يتقاتل الإخوة، لكنهم لا يستطيعون العيش من دون بعضهم بعضًا". ودعا إلى "اتفاق جديد قائم على مفهوم الأخوة"، مشددًا على ضرورة إزالة "الأفخاخ وحقول الألغام" التي عطلت التفاهم بين الجانبين لعقود، والعمل على "إصلاح الطرق والجسور المقطوعة".
حديث أوجلان حمل أيضًا لمسة شخصية، إذ عبّر عن حزنه العميق لوفاة سري ثريا أوندر، نائب رئيس البرلمان التركي سابقًا وأحد أبرز مهندسي الحوار بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، والذي توفي في 3 مايو/أيار نتيجة سكتة قلبية. وكتب أوجلان: "كنت أتوق للتحدث معه مرة أخيرة. لقد كان شخصًا حكيمًا وترك ذكريات علينا أن نبقيها حيّة".
من جهتها، قالت الحكومة التركية إنها ستراقب عن كثب عملية نزع سلاح الحزب، وسط ترقب دولي ومحلي بشأن مدى جدية التحول ومدى استعداد أنقرة لملاقاة هذا الانفراج بخطوات مماثلة. ويتوقع مراقبون أن تبدأ تركيا بإظهار انفتاح أكبر على مطالب الأقلية الكردية، التي تشكل نحو 20% من سكان البلاد.
وبينما لا يُتوقع إطلاق سراح عبد الله أوجلان في المستقبل القريب لدواعٍ أمنية، فإن مصادر رسمية تحدثت عن احتمال تخفيف ظروف سجنه، لا سيما مع تراجع مستوى التوتر بشكل ملحوظ بعد قرار الحل.