اختناق جماعي في كربلاء.. لغز تسرّب غاز الكلور خلال زيارة الأربعين

ملخص :
تحولت أجواء زيارة الأربعين المهيبة في كربلاء إلى مشهد ذعر ليلة السبت/الأحد الماضية، عندما أصيب أكثر من 600 زائر بحالات اختناق مفاجئة، بسبب تسرّب غاز الكلور من محطة مياه على طريق الزوار بين النجف وكربلاء.
وعلى الفور انطلقت تساؤلات: من وراء هذا التسرب؟ هل هو حادث عرضي أم عمل تخريبي يستهدف أكبر تجمع ديني في العالم؟ ورغم السيطرة السريعة على الموقف وخروج جميع المصابين بحالة جيدة، بقيت القصة محاطة بشائعات وسيناريوهات مثيرة.
ما الذي حدث بالضبط؟
مع تدفق ملايين الزوار مشياً إلى كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين، يستخدم الكثيرون محطات المياه على طول الطريق في تلك الليلة، وعند العمود 1200 تحديداً، تسربت كمية من غاز الكلور – المستخدم عادةً في تعقيم المياه – من إحدى محطات التصفية، وانتشر بسرعة في الهواء، واستنشقه المئات من المارة.
الكلور غاز خانق؛ استنشاقه بتركيز عالٍ يهيّج المجاري التنفسية فوراً، وبالفعل بدأ الزوار يعانون سعالاً حاداً، وضيق تنفس، وحرقاناً في العيون والحلق، في حينها أبلغت الفرق الطبية المنتشرة على الطريق عن حالات إغماء بين كبار السن وضعيفي البنية جراء الاختناق.
فور ملاحظة الوضع، هرعت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى مكان التسرب، واستخدمت مرشات مياه لتخفيف تركيز الغاز في الهواء، وتم إسعاف المصابين بالأكسجين والرذاذ الموسّع للشعب الهوائية، ولاحقا أعلنت وزارة الصحة أن 621 حالة اختناق سُجّلت، وكلها غادرت المستشفى بعد تعافيها. ولم تسجَّل أي وفيات أو إصابات دائمة.
حادث عرضي أم مدبّر؟
- اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية أكدت أن الحادث كان عرضياً ومحدوداً، وأوضحت أن خللاً فنياً في مضخة الكلور بمحطة الماء أدى لانبعاث الغاز وتسرّبه، مشددة على أنه "تمت السيطرة الكاملة على الموقف وانتهى الحدث دون تداعيات.
- تزامن هذا الحادث مع إعلان أمني مهم تحدث عن تفكيك خلية إرهابية تخطط لاستهداف الزوار أثناء الأربعينية، حيث كشف بيان رسمي قبل أيام من الحادث القبض على 23 متهماً مرتبطين بتنظيم داعش كانوا ينوون تنفيذ مخططَين خطيرَين: أولهما زرع عبوات ناسفة على طرق الزوار، وثانيهما دسّ سموم قاتلة في أواني الطعام.
- التحقيقات الأولية لم تجد دليلا على تخريب متعمد في المحطة، كما أن توقيت التسرب ومكانه لا يتسقان مع خطط إرهابية عادةً ما تستهدف التجمعات الكبيرة مباشرة.