قمة ترامب-بوتين في ألاسكا.. العالم يترقب؟

ملخص :
على خلفية ضغوط الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وسباق النفوذ التاريخي بين واشنطن وموسكو، تتجه أنظار العالم إلى ولاية ألاسكا الأميركية، حيث يلتقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في قمة وُصفت بأنها الأكثر حساسية منذ نهاية الحرب الباردة، يحمل اللقاء وعوداً بفرص سلام، لكنه يُثير في الوقت ذاته مخاوف من صفقات قد تغيّر موازين القوى، وتعيد رسم الخرائط السياسية.
عودة اللقاءات رفيعة المستوى بين واشنطن وموسكو
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا عن عقد القمة في الخامس عشر من أغسطس/آب الجاري، ويعد هذا اللقاء أول اجتماع رفيع المستوى على الأراضي الأميركية منذ عام 1988، ويأتي اللقاء وسط مشهد دولي معقد، تتداخل فيه النزاعات العسكرية بالأزمات الاقتصادية، والتحولات الجيوسياسية.
الملف الأوكراني في صدارة الأجندة
كل التوقعات تتركز حول بحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، ففي غير مرة ألمح ترامب إلى إمكانية طرح مبادرة لوقف إطلاق النار قد تشمل ترتيبات حدودية تمنح موسكو السيطرة على أجزاء من "دونيتسك" و"لوهانسك"، مع تثبيت ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، هذه الطروحات لاقت ترحيباً محدوداً، في مقابل تحذيرات واسعة من أثرها على قواعد النظام الدولي.
مواقف أوكرانية وأوروبية حازمة
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، شدد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يمر عبر كييف، ويضمن استعادة الأراضي المحتلة، أما الأوروبيون أعلنوا من باريس، وبرلين، ولندن، وروما رفضهم لأي ترتيبات تكرّس تغييرات حدودية بالقوة، معتبرين وحدة الأراضي الأوكرانية خطاً أحمر.
الطاولة تتسع لأكثر من أوكرانيا
رغم تركيز الأجندة على أوكرانيا، يتوقع محللون أن تشمل المباحثات ملفات أخرى، مثل البرنامج النووي الإيراني في ظل الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وطهران، بالإضافة إلى قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا، الحليف الأبرز لروسيا في المنطقة إبان فترة حكم نظام الأسد الذ سقط في ديسمبر 2024.
الفرص والمخاطر
تمثل القمة -وفق مراقبين- فرصة لإعادة فتح قنوات الحوار بين القوتين العظمتين، لكن نجاحها مرهون بمدى قدرتها على إنتاج تفاهمات تراعي مصالح جميع الأطراف، وفي المقابل، فإن أي اتفاق يتجاوز إرادة أوكرانيا أو يُشرعن المكاسب الميدانية بالقوة قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار.
العالم يترقب!
كل العواصم العالمية تترقب نتائج محادثات ألاسكا بحذر، وسط تقديرات بأن مخرجاتها قد تحدد مسار الحرب الأوكرانية، وتؤثر في شكل التوازنات الدولية خلال السنوات المقبلة.
ماذا يخبرنا التاريخ؟
لطالما كانت القمم الأميركية-الروسية ساحة للتنافس بين البلدين، فمن اتفاقات الحد من الأسلحة النووية في السبعينيات إلى تسويات ما بعد الحرب الباردة، تأتي قمة ألاسكا في لحظة مشابهة من حيث حساسية الملفات، لكنها أكثر تعقيداً بسبب تعدد جبهات الصراع، وتشابك وتداخل المصالح، ما يجعلها اختباراً صعباً لمدى قدرة الدبلوماسية على احتواء الأزمات.