موجات الحرارة في بلاد الشام.. ما علاقة التغير المناخي؟

ملخص :
شهدت منطقة بلاد الشام مؤخراً موجات حر شديدة وغير مسبوقة، ما أثار قلق السكان، وخلق حالة من النقاش عن التغير المناخي.
تشير دراسات إلى أن موجات الحر في أوروبا زادت عشرة أضعاف منذ الثورة الصناعية، وأن معظم الحالات المدروسة في أوروبا كانت مرتبطة بالتغير المناخي، رغم اختلاف المواقع، يمكن إسقاط بعض الدروس على بلاد الشام التي تشهد ارتفاعًا واضحًا في درجات الحرارة.
فهل حقاً أصبح تغير المناخ وراء هذه الموجات، أم أن هناك عوامل أخرى؟ وكيف يمكن للشباب في منطقتنا التعامل مع هذه الظاهرة؟
ما هي موجة الحر وتأثيراتها؟
تعريف موجة الحر يختلف بحسب المنطقة، لكنه يعتمد عادة على تجاوز درجات الحرارة لمعدلها التاريخي لعدة أيام متتالية، ففي بلاد الشام، أدت موجات الحر إلى انقطاعات في الكهرباء وحرائق واسعة، وأثرت في الإنتاج الزراعي، ناهيك عن أن ارتفاع درجات الحرارة يفاقم الأزمات الصحية مثل ضربات الشمس والجفاف.
موجات الحر.. ماذا تقول الدراسات؟
- شملت دراسة أوروبية 110 أحداث حرارية بينت أن 95 % منها ازدادت حدتها بسبب تغير المناخ الذي يتسبب فيه البشر.
- ترتفع درجات الحرارة في أوروبا أسرع من المتوسط العالمي بسبب قربها من القطب الشمالي؛ أما في الشرق الأوسط، فيمكن أن يؤدي فقدان الغطاء النباتي وزيادة التحضر إلى تفاقم المشكلة.
- يساهم الاحترار العالمي في تغيّر أنماط الرياح وتراجع الأمطار، ما يجعل موجات الحر أكثر تكراراً.
8 دول عربية تواجه موجة حر قاسية هذا الأسبوع
تسجل العواصم عمّان ودمشق درجات حرارة تقارب 40 درجة مئوية، بينما تتراوح الحرارة في القدس حوالي 38 درجة، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة في المناطق الداخلية من لبنان لتصل إلى 37 درجة مئوية، رغم أن الرطوبة المرتفعة على الساحل تزيد من الشعور بالحرارة.
وفي مصر، من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الـ 40 درجة مئوية في القاهرة، مما يزيد من حدة الطقس خلال أشهر الصيف الحارة.
الانعكاسات الاجتماعية والسياسية
- الحكومات تواجه ضغوطاً لتطوير البنية التحتية للطاقة والمياه.
- قد تؤدي موجات الحر إلى هجرة داخلية من المناطق الريفية إلى المدن، ما يزيد الضغط على الخدمات.
- سياسيًا، يستخدم البعض قضية المناخ لمهاجمة خصومهم، بينما يرى آخرون أنها فرصة للاستثمار في الطاقة النظيفة.
كيف يمكن للشباب التأقلم؟
- الوعي: فهم أسباب تغير المناخ يساعد في الضغط على الحكومات لتطبيق سياسات بيئية.
- السلوكيات اليومية: استخدام وسائل النقل العام، ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، وزراعة الأشجار.
- العمل المجتمعي: المشاركة في حملات توعية وتنظيف ومبادرات الزراعة.