موسكو تُنتج المسيّرات الإيرانية "شاهد" محليًا.. وإيران تُقيم الموقف؟

ملخص :
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، كل معلومة تتسرب تؤثر في مسار الحرب، المعلومة الأكثر تداولا أن روسيا لم تعد مجرد مشترٍ لمسيّرات "شاهد" الإيرانية، بل أصبحت تنتجها بالكامل في مصانعها المحلية، فبعد توقيع اتفاق بقيمة 1.75 مليار دولار مع طهران، بنت موسكو مصنعاً في مدينة "ألابوغا" يُصنّع مسيّرات "شاهد 136" بمعدل إنتاج عالٍ.
هذه الخطوة أزعجت طهران، وأظهرت قدرة موسكو الصناعية، خصوصًا مع تراجع سعر المُسيرة الواحدة من 200 ألف دولار إلى 70 ألف فقط، وارتفاع الإنتاج إلى أكثر من 5500 مسيرة شهرياً، فيما يقول الخبراء إن 90% من هذه الطائرات ينتج الآن داخل روسيا، في تحول اقتصادي وسياسي كبير يهمش دور إيران في توريد السلاح.
السياق الجيوسياسي والتقني
يعتمد المصنع الروسي في "ألابوغا" على تصميمات مسيّرات "شاهد 136"، المعروفة في أوكرانيا باسم "جيرن-2"، لكنه يستخدم مواد روسية ويطور قدرات الطائرة إلكترونياً، فتوقيع الصفقة عام 2023 جاء بعد أن أدركت موسكو أهمية توفير السلاح داخل البلد بعيداً عن العقوبات، لكن هذا الأمر جعل طهران تخسر جزءاً من عوائد التصدير، وتقف أمام احتمال فقدان التأثير على موسكو، بعدما كانت تزوّدها بهذه المسيّرات منذ بداية الحرب.
اقتصاد الحرب وتراجع التكاليف
- قيمة الاتفاق تُقدر بـ 1.75 مليار دولار، لكن السعر لكل مسيّرة انخفض من 200 ألف إلى 70 ألف دولار بعد بدء الإنتاج المحلي.
- القدرة على إنتاج 5.5 ألف مسيّرة شهرياً تعني ضخ سلاح رخيص بكميات هائلة، ما يمنح روسيا ميزة في الحرب النفسية واستنزاف الدفاعات الأوكرانية.
- إيران ستجد نفسها أمام تخمة في السوق، ما قد يدفعها للتوجه إلى أسواق أخرى، أو تطوير طائرات جديدة بمواصفات مختلفة.
الموقف الإيراني
- عبّر مسؤولون إيرانيون عن امتعاضهم من نقل التكنولوجيا دون إشراف، ورأوا في ذلك سطواً على ملكيتهم الصناعية.
- أما موسكو فتؤكد احترام الشروط لكنها تشير إلى حاجتها للاكتفاء الذاتي، هذا التوتر قد ينعكس على ملفات أخرى مثل التفاوض حول النووي.
التداعيات على مجريات الحرب
- الإنتاج الروسي العالي للمسيرات سيكثف الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية، ما يزيد الضغط على الدفاعات الغربية.
- قد تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات إضافية تستهدف خطوط الإنتاج أو المكونات المستخدمة.
- على الصعيد العالمي، يمكن أن يشجع نجاح روسيا دولاً أخرى على إنشاء مصانع مشتركة للمسيّرات، ما يغيّر سوق السلاح التقليدي.