التحقيقات مستمرة.. التفاصيل الكاملة لسرقة قطع أثرية من المتحف الوطني في دمشق

ملخص :
أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق، يوم الثلاثاء، عن إطلاق تحقيق رسمي بشأن فقدان عدد من المعروضات الأثرية من داخل المتحف الوطني، ويجري التحقيق تحت إشراف مباشر من وزير الثقافة، محمد ياسين الصالح، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية.
وأوضحت المديرية في بيان نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك" أن التحقيق يهدف إلى تحديد ملابسات الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المقتنيات وتعزيز منظومة الحماية والمراقبة داخل المتحف، مؤكدة أن الحادثة لم تؤثر على سير العمل، حيث يواصل المتحف استقبال زواره كالمعتاد، مشددة على أن "صون الموروث الثقافي السوري واجب وطني وأخلاقي والتزام أمام الشعب والعالم".
تفاصيل السرقة ومحتويات القطع المفقودة
قال قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، إن التحقيقات بدأت فور وقوع الحادثة التي سُجلت مساء الأحد الماضي، وطالت عدداً من التماثيل الأثرية والمقتنيات النادرة، مضيفا أن الجهات المختصة تقوم بعمليات تتبع وتحري دقيقة لضبط الفاعلين واستعادة المسروقات، إلى جانب التحقيق مع عناصر الحراسة والمعنيين بالأمر.
وأفاد مصدر في المديرية العامة للآثار والمتاحف بأن المسروقات تضم ستة تماثيل من العصر الروماني، بالإضافة إلى عملات ذهبية وفضية، وتماثيل صغيرة من بينها تماثيل للآلهة أفروديت، وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن عملية السرقة اكتُشفت صباح الاثنين الماضي بعد العثور على أحد أبواب قسم الآثار الكلاسيكية مكسورًا، وأن السرقة وقعت في صالات العرض وليس في المستودعات.
وأشار مسؤولون سوريون إلى أن التحقيقات الأولية ترجح أن تنفيذ السرقة كان على الأرجح من قبل فرد واحد وليس عصابة منظمة.
أثر السرقة على المتحف وأجنحته التاريخية
تُعد صالة الآثار الكلاسيكية في المتحف واحدة من أغنى أجنحة المتحف بالتحف التاريخية، وشملت عملية السرقة تحطيم ست خزائن وسرقة محتوياتها، معظمها يعود إلى الفترتين الرومانية والبيزنطية، بما في ذلك قطع نحاسية وفخارية، ومسبوكات ذهبية، ومنحوتات حجرية.
ويضم المتحف الوطني في دمشق محتويات معظم المتاحف السورية بعد نقلها إليه خلال الحرب التي استمرت 14 عاماً، ما يجعله من أغنى عشرة متاحف على مستوى العالم، ويضم أيضاً قسمًا إسلامياً يحوي قطعاً نادرة ومتميزة.
دعم اليونسكو لإعادة تأهيل المتحف
استأنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أنشطتها في سوريا بعد انقطاع دام 14 عاماً، ضمن مبادرة تهدف لتقديم دعم عاجل وإجراءات إسعافية لإعادة تأهيل المتحف الوطني.
وتتضمن المبادرة، التي أُعلنت في 10 حزيران، تعزيز البنية التحتية للمتحف، تحسين ظروف التخزين والأمن، بدء ترميم وحفظ التراث الوثائقي، وورش عمل تدريبية في مجالات الجرد وعلم المتاحف وتعليم التراث، بميزانية أولية تبلغ 175 ألف دولار أمريكي، وتستمر لعدة أشهر.
وأكد مساعد المدير العام لليونسكو للثقافة، إرنستو أوتوني، أن المتحف الوطني بدمشق يضم مجموعات أثرية قيّمة، عميقة الجذور في تاريخ سوريا، ولها صدى عالمي.
المتحف الوطني: إرث ثقافي عريق
وتأسس المتحف الوطني بدمشق عام 1919، ويعد من أقدم المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط، ويضم مجموعة أثرية عريقة تعكس ثراء وتنوع التراث السوري، بما في ذلك المعروضات التي توثق الإرث التاريخي والفني والديني للمشرق، ما يجعل حمايته واجبًا وطنيًا وحضاريًا.





