خلافات مصرية-إسرائيلية على إدخال قوة عسكرية متعددة الجنسيات إلى غزة

ملخص :
كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن مصر تعمل بقوة على إدخال قوة عسكرية متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة، في خطوة تواجه رفضًا شديدًا من الجانب الإسرائيلي، في ظل توترات سياسية ودبلوماسية متصاعدة.
تحركات سياسية مكثفة والوساطة الأمريكية
ودخلت التحضيرات للمرحلة الثانية من الخطة مرحلة متسارعة هذا الأسبوع تزامنا مع وصول كبار المسؤولين الأمريكيين إلى المنطقة، من بينهم نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمستشار جاريد كوشنر.
تركّز المحادثات الجارية في إسرائيل على محورين أساسيين:
- تثبيت وقف إطلاق النار ومنع انهياره، بعد حادث رفح الذي أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين.
- وضع أسس المرحلة الثانية من الخطة، التي تشهد خلافات جوهرية بين إسرائيل والدول الوسيطة، وحتى مع حركة حماس نفسها.
قوة دولية رباعية بقيادة مصر
وفق الصحيفة، تخطط القاهرة لقيادة قوة دولية رباعية في غزة تضم نحو 4000 جندي من مصر، وأذربيجان، وتركيا، وإندونيسيا، ساعية إلى تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن لإلزام إدخال هذه القوة، مع مشاركة تركية تشمل مئات الجنود.
لكن إسرائيل تعارض بشدة هذه المبادرة، سواء لفرض قرار في مجلس الأمن دون تنسيق معها، أو لمشاركة دول تراها "معادية"، خصوصًا تركيا، وأكد مسؤولون إسرائيليون أن "تركيا قد تلعب دورًا في الضغط على حماس لقبول خطة ترامب، لكننا لن نسمح لأي جندي تركي بوضع قدمه على حدودنا، ناهيك عن تحمّل مسؤولية الأمن في القطاع"، مشيرين إلى أن تركيا تستضيف قيادة حماس ومؤسساتها المالية، وأن أيديولوجيتها مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، ما يجعل مشاركتها غير مقبولة بأي حال.
تحفظ الخليج على المشاركة
في الوقت نفسه، كشف التقرير أن الإمارات والسعودية، اللتان كان من المفترض أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة إعمار غزة والمشاركة بالقوة المتعددة الجنسيات والهيئة الحاكمة الجديدة، تفكران في تقليص مشاركتهما أو الانسحاب الكامل.
ويرجع موقف الدولتين إلى تزايد نفوذ قطر في المعادلة السياسية، وغياب خطة واضحة لنزع سلاح حماس، وهو شرط يعتبر ضروريًا لأي عملية إعمار فعّالة، وقال مصدر سعودي: "لن نشارك بأي شكل -ماليًا أو عسكريًا أو سياسيًا- ما لم تُنفّذ خطة ترامب كما وردت، أي بإبعاد حماس عن الحكم ونزع سلاحها.. وجود حماس يعني أن كل المليارات ستُهدر، وكل المباني ستُدمّر في الحرب القادمة".
خلاف حول توقيت دخول القوات
يتجلى خلاف جوهري آخر حول توقيت دخول القوة الدولية إلى غزة، إذ ترغب مصر في إدخال القوة فورًا لتكون حاجزًا بين حماس والجيش الإسرائيلي، بينما تعتبر إسرائيل أن مثل هذه القوة غير جاهزة عمليًا، باستثناء الجانب المصري، وبعض عناصر الأمن الفلسطيني المدربين.
وتشترط إسرائيل اتفاقًا واضحًا على آلية نزع سلاح حماس، وتسليم السلطة قبل أي دخول للقوات الأجنبية، محذرة من أن دخولها قد يقيّد قدرة جيش الدفاع الإسرائيلي على منع التخطيط لأي عمليات إرهابية.
لقاءات سياسية وعسكرية رفيعة
التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون درمر، مع ويتكوف وكوشنر، اللذين نقلا رسالة الوسطاء مفادها أن إطلاق النار في رفح لم يكن منسقا من حماس، وأبدى الجانب الأمريكي ارتياحه لامتناع إسرائيل عن رد عنيف واستئناف دخول المساعدات، رغم استمرار تعليق فتح معبر رفح أمام حركة الأشخاص.
ويتصدر جدول الأعمال وضع أسس لتشكيل هيئة حاكمة مدنية جديدة في غزة، وتسليم حماس للسلطة ونزع سلاحها تمهيدًا لدخول القوة متعددة الجنسيات، وتسعى واشنطن إلى تسريع هذه الخطوات لتفادي احتكاكات جديدة، وبحسب المصادر الأمريكية، أكدت حماس التزامها بوقف إطلاق النار، بينما أعرب الرئيس دونالد ترامب عن تشككه، قائلاً: "إسرائيل ستدخل غزة خلال دقيقتين إذا طلبت ذلك.. نمنح حماس وقتًا إضافيًا.. إذا لم تتصرف بشكل لائق، فستُدمّر".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن رئيس الوزراء التقى برئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، في القدس أمس الثلاثاء، وأضاف أنهما ناقشا خلال اللقاء دفع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدما، والعلاقات بين إسرائيل ومصر، وتعزيز السلام بينهما، كما التقى رئيس المخابرات المصرية المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حاليًا، وفق قناة "القاهرة الإخبارية".
التنسيق العسكري الأمريكي-الإسرائيلي
يُجرى التنسيق العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل وثيق، حيث وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال، برادلي كوبر، إلى إسرائيل لبحث الوضع في غزة، كما تتواجد قوة أمريكية مؤلفة من نحو 200 جندي لمراقبة التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.





