الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.. تعذيب ممنهج وموت بطيء
ملخص :
بينما تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وبالتزامن مع تصاعد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية، سواء من قوات الاحتلال، أو من قبل مجموعات المستوطنين، فإن الحال ليس أفضل في سجون الاحتلال، فالأسرى الفلسطينيون يعانون الأمريّن وسط غياب للمتابعة، ومساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الانتهاكات التي تقع ضدهم.
أعداد الأسرى الفلسطينيين تضاعفت منذ 7 أكتوبر 2023
في بيان حقائق نشرته المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، فإن عدد الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ حتى تاريخ 5 آب/ أغسطس الجاري، 10800 أسير، لا تتضمن آلافا من معتقلي غـزة المحتجزين في المعسكرات والمختفين قسريا.
وبعد قراءة في الأرقام؛ يُلاحظ تضاعف أعداد الأسرى، حيث وثق قبل السابع من أكتوبر نحو 5200 أسير في السجون الإسرائيلية، بينهم 36 امرأة وقرابة 170 طفلًا، وكثير منهم محتجزون إداريًا دون محاكمة.
تفاصيل وإحصائيات صادمة
- حسب نادي الأسير الفلسطيني بلغت حالات الاعتقال في الضفة الغربية والقدس منذ السابع من أكتوبر 18500 حالة (ممن استمر اعتقالهم أو أفرج عنهم لاحقا).
- عدد الأسرى المعتقلين إداريا بلغ 3613 أسيرا وأسيرة، من بينهم على الأقل 95 طفلا/ة تقل أعمارهم عن 18عاما.
- 10000 حالة اعتقال إداري منذ 7 أكتوبر، وهـو الأعلى تاريخيا.
- 3291 أسيرا موقوفا بانتظار المحاكمة حسب مركز هموكيد للدفاع عن الفرد.
- 1459 أسيرا محكوما حسب مركز هموكيد.
- 2378 عـدد المعتقلين مـن غزة الذين صنفهم الاحتلال كــ (مقاتلين غير شـرعيين).
- 2259 معتقلا مخفا قسريا معترف بهم في غزة حسب اللجنة الحكومية في غزة.
- 2154 معتقلا مخفا قسريا غير معترف بهم في غزة.
- 440 طفلاً أسيرا تقل أعمارهم عن 18 عاما، بينهــم 40 طفلا رهن الاعتقال الإداري، وقــد بلغت عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال بعـد السابع من أكتوبر نحو (1500) حالة اعتقال حتى الخامس من شهر آب/ أغسطس الجاري، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
- 300 أسير محكوم بالمؤبد.
- 50 أسيرة في سجون الاحتلال، بينهن أسيرتان حامل في شـهرهما الخامـس، وهما (ريماء بلوي من طولكرم، وزهراء الكوازبة مــن بيت لحم).
الانتهاكات في سجون الاحتلال
أولا: انتهاكات ميدانية وإهمال طبي
- حالات وفاة موثقة؛ أبرزها وفاة الأسير "وليد أحمد" بسبب التجويع المتعمد، مع إهمال طبي واضح ومحاولات التعتيم على الواقعة.
- في سجن "جلبوع"، سجّلت لجنة شؤون الأسرى تحذيرات من تصاعد العنف ضد المعتقلين، شملت ضرباً عنيفًا، استخدام كلاب بوليسية، وانتشار مرض الجرب دون علاج.
- تقارير إعلامية، تتحدث عن أسرى أطلق سراحهم ظهرت عليهم خسارة كبيرة للوزن، وعانوا من معاملة مهينة في السجون.
ثانيا: انتهاكات جنسية وتعذيب نفسي
- وفق تقارير منظمة العفو الدولية "أمنستي"، و"هيومن رايتس ووتش"، شهد سجن "سدي تيمان" حالات تعذيب جسدي وجنسي، حيث وُصف النظام بأنه أقسى حتى من أبو غريب وغوانتانامو.
- تقرير من منظمة الصحة العالمية لعام 2023 رصد غياب بروتوكولات طبية، حيث يتم حجز المرضى بالسلاسل في المستشفيات، وحرمان الأسرى من العلاج حتى في حالات الإضراب عن الطعام.
ثالثا: انتهاكات ضد حقوق الطفل
- وثقت وفاة قاصر مُدان وهو "وليد أحمد" (17 عامًا) مات في سجن مجيدو بسبب سوء التغذية والإهمال الطبي.
- احتُجز صبي يبلغ 14 عامًا من بيت فجار إداريا، وهو أصغر معتقل إداري منذ 2008.
رابعا: الانتهاكات الجنسية في سياق الصراع
- في تقرير للأمم المتحدة أوضح وجود نمط من العنف الجنسي المنهجي ضد معتقلين فلسطينيين.
أبرز المواقف الدولية والحقوقية
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب عن قلق بالغ من وجود "أنماط من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع" ضد الأسرى الفلسطينيين.
- تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وصف حالات الاعتقال للفلسطينيين منذ أكتوبر 2023 بأنها "تعسفية، سرية، وخاضعة للتعذيب وسوء المعاملة".
- أبدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قلقهما العميق إزاء تقارير عن الاعتداءات الجنسية والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين في منشآت مثل سجن "سدي تيمان"، داعين إلى الوصول الإنساني من خلال الصليب الأحمر.
- منظمة "العفو الدولية" اعتبرت أن الاحتجاز الإداري دون محاكمة، والتعامل السيئ مع السجناء، ومنع الزيارات، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
- "منظمة بيتسيلم أوضحت أن الأوضاع المتردية داخل المعتقلات تمثل سياسة ممنهجة بحق الأسرى، وأصبحت "معسكرات تعذيب فعليّة".
