وزير الدفاع الإيطالي: نتنياهو يخطئ في كل شيء والحرب على غزة تتطلب نهجاً أخلاقياً مختلفاً

في تصريحات حادة وغير معتادة، انتقد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو أسلوب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إدارة الحرب على قطاع غزة، معتبراً أن ما يحدث يخرج عن حدود الحرب "المشروعة"، ويتحول إلى مأساة إنسانية لا يمكن تبريرها لا أخلاقياً ولا استراتيجياً.
كروزيتو قال خلال مقابلة تلفزيونية إن الحكومة الإيطالية كانت "الأكثر وضوحاً في مواقفها" تجاه الصراع في الشرق الأوسط، مضيفاً: "تعرضت لانتقادات شديدة بسبب مواقفي التي دعت لوقف الهجمات على الفلسطينيين، ولأنني أكدت على ضرورة مواصلة الحرب على حماس بطريقة مختلفة".
وأكد وزير الدفاع أن إيطاليا لم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني أو عن المطالبة بحل الدولتين، مشدداً على أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل. وقال: "الحرب ضد حماس يجب أن تُخاض بطريقة مختلفة. لا يمكن كسبها بالتضحية بالمدنيين الأبرياء، ولا بخلق جيل جديد من الغضب والحقد".
وأوضح الوزير الإيطالي فكرته قائلاً: "كل طفل يفقد والده قد يصبح عنصراً في حركة حماس مستقبلاً، وكل أب يفقد ابنه قد ينضم إلى المقاومة. بهذه الطريقة نحن نغذي الأزمة بدلاً من حلها".
ولم يتردد كروزيتو في تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي المسؤولية المباشرة، قائلاً: "نتنياهو يخطئ في كل شيء. لقد تجاوز حدود ما هو مشروع في الحرب، وهذه السياسة تقوّي حماس بدل أن تضعفها".
وجدد كروزيتو التزام بلاده بمساعدة الفلسطينيين إنسانياً وسياسياً، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع يبقى عبر الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة والعيش بكرامة.
تأتي تصريحات الوزير في وقت تتواصل فيه الحرب على غزة، التي وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بـ"الإبادة الجماعية"، مع تجاوز أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين 176 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومجاعة أودت بحياة كثيرين.
ورغم النداءات الدولية ومطالبة محكمة العدل الدولية بوقف القتال، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، في ظل صمت أو دعم غير مشروط من بعض الدول الغربية. لكن مواقف مثل تلك الصادرة عن وزير الدفاع الإيطالي تمثل تغييراً ملحوظاً في لهجة بعض الساسة الأوروبيين تجاه الحرب، وتعكس تصاعد القلق من آثارها الإنسانية والسياسية بعيدة المدى.