تغيرات أوروبية ضد إسرائيل: دعم يتراجع وغضب شعبي يذكّر بفيتنام وجنوب أفريقيا

رغم الدعم السياسي والعسكري الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الغرب في عدوانها المتواصل على قطاع غزة، إلا أن تصاعد وحشية الحرب بدأ يترك أثره على الساحة الدولية. إذ بدأت مواقف بعض الدول الأوروبية تتغير، وسط ضغوط شعبية متزايدة، وتهديدات بمراجعة العلاقات مع تل أبيب وحتى فرض عقوبات.
في خطوة رمزية لكنها غير مسبوقة، قررت المملكة المتحدة استدعاء سفيرتها لدى إسرائيل، وأوقفت التفاوض على اتفاقية تجارية جديدة، بينما أعلنت دول مثل إسبانيا، السويد، والنرويج نيتها مراجعة اتفاقيات التعاون مع إسرائيل، خاصة في المجال العسكري، ردًا على ما وصفوه بـ"التصعيد غير المبرر" في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
عضو مجلس العموم البريطاني جيرمي كوربن اعتبر أن هذه الخطوات تأخرت كثيرًا، وأنها "كان يجب أن تُتخذ منذ اليوم الأول للحرب". وفي حديثه لبرنامج ما وراء الخبر، تساءل كوربن عن مصير الأسلحة التي قدمتها بريطانيا لإسرائيل، وهل تم استخدامها ضد المدنيين في غزة.
وأكد أن ما وصفه بـ"التحول الشعبي الجذري" في مواقف الرأي العام الغربي، هو من دفع بعض الحكومات للتحرك، مشيرًا إلى أن محكمة العدل الدولية وصفت جرائم إسرائيل في غزة بأنها ترقى إلى الإبادة الجماعية، وهذا يتطلب موقفًا أخلاقيًا واضحًا من الحكومات.
من جانبه، اعتبر الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن ما يحدث حاليًا على الساحة الدولية يُذكّر بالتحول العالمي ضد حرب فيتنام ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وقال البرغوثي إن "صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الجبارة" هي المحرك الرئيسي لهذا التحول.
ودعا البرغوثي الدول العربية إلى الانضمام إلى موجة الضغط، بقطع العلاقات ووقف الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة في حال لم تتوقف الحرب. كما طالب الشعوب العربية بـ"التحرك بأقصى ما يمكن"، مؤكدًا أن "القضية الفلسطينية لا تزال حيّة في وجدان الشعوب رغم القيود الرسمية".
وبينما لا تزال الولايات المتحدة متمسكة بدعمها المطلق لإسرائيل، يرى كوربن أن التغيير الجوهري لن يكون ممكنًا في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي يصفها بـ"العائق السياسي أمام العدالة".