تصعيد جديد في غزة: إسرائيل تعلن دخول الحرب "مرحلة مختلفة" وتعيد نشر الفرقة 162

في تطور ميداني خطير على أرض غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء بدء مرحلة جديدة من عمليته العسكرية في القطاع، واصفاً إياها بأنها "مختلفة في الحجم والقوة" عمّا سبقها من مراحل القتال خلال الأسابيع الماضية. وأكد الجيش الإسرائيلي عودة الفرقة 162 القتالية إلى أرض المعركة، ما يشير إلى نية إسرائيل تصعيدًا كبيرًا بهدف تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان رسمي إن القوات الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة، هدفها "استكمال إعادة المختطفين وحسم قدرات حماس العسكرية والتنظيمية بشكل نهائي". وتأتي هذه الخطوة في إطار العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "عربات جدعون"، والتي بدأت في أوائل مايو الجاري، بهدف واضح: عزل جنوب قطاع غزة عن وسطه وشماله، وقطع خطوط إمداد حماس ومحاولة إضعاف بنيتها العسكرية والسياسية.
وأكد أدرعي أن قوات اللواء 401 ولواء "غفعاتي" التابعة للفرقة 162، باشرت بالفعل أعمالها في شمال القطاع، وادعى الجيش أن قواته رصدت ودمرت مباني يشتبه في استخدامها لأغراض عسكرية تابعة لحماس. وذكر البيان أن القوات الإسرائيلية قتلت عشرات المقاتلين الفلسطينيين خلال هذه العمليات.
كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه خلال المواجهات الحالية تم العثور على فتحة نفق تستخدمها حماس، بالإضافة إلى مبنى مجاور احتوى على كميات كبيرة من الأسلحة، وفق البيان. وأضاف البيان أن "القوات تعمل حاليًا في منطقة تل الزعتر شمال القطاع، وتم خلالها تدمير أكثر من 30 هدفًا وصفها بأنها "بنية إرهابية"، منها مستودعات للأسلحة ومبانٍ مفخخة ونقاط استطلاع."
ويرى محللون أن هذه المرحلة الجديدة تمثل منعطفًا خطيرًا في الحرب الدائرة، خاصة وأن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد على الأرض عبر السيطرة على حوالي 75% من مساحة القطاع، ما سيؤدي لتقسيم غزة جغرافيًا وعزل خان يونس ورفح تمامًا عن باقي القطاع، الأمر الذي سيعمّق الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالفعل في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أثارت هذه الخطوات الإسرائيلية تصاعدًا في ردود الفعل الدولية، مع تحذيرات من المنظمات الإنسانية من خطر وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع. فقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن إلى دمار هائل في البنية التحتية وأجبرت آلاف العائلات على النزوح، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
وتشير التقديرات السياسية إلى أن إسرائيل تحاول من خلال تصعيد العمليات العسكرية فرض ضغط إضافي على حماس لإجبارها على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، لكنها في الوقت ذاته تزيد من احتمالات اندلاع أزمة إنسانية حادة قد تستدعي تدخلاً دولياً واسع النطاق خلال الأيام القادمة.
في ظل هذه التطورات، يبقى مصير القطاع معلقًا بين مزيد من التصعيد العسكري الإسرائيلي، والمخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية لسكان غزة، وسط دعوات عالمية متزايدة للتهدئة ووقف فوري لإطلاق النار.