الذهب يلمع مجددًا وسط تصاعد التوترات التجارية وتراجع الدولار

بعد أسبوع عصيب خسر فيه بريقه، عاد الذهب إلى التألق صباح الإثنين، مدفوعًا بتجدد المخاوف التجارية وانخفاض الدولار الأميركي. وسجلت الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.7% في المعاملات الفورية لتصل إلى 3223.55 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 1.3% لتلامس 3228.70 دولارًا.
هذا الارتفاع جاء في أعقاب تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، ما جعل الذهب – المسعر بالدولار – أكثر جاذبية للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. لكن العامل الحاسم كان تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت التي أعادت إشعال التوترات مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرئيس ترامب مستعد لتنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة على الدول التي "لا تتفاوض بنوايا حسنة".
وكان الذهب قد شهد أسوأ أداء أسبوعي له منذ نوفمبر الماضي، بخسائر تجاوزت 2%، على خلفية تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة بعد بوادر اتفاق بين واشنطن وبكين. لكن الوضع انقلب مجددًا بعد تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما أعاد المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي في أكبر اقتصاد بالعالم.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في "KCM Trade": "تخفيض التصنيف وتزايد المخاطر الجيوسياسية أعادا الزخم إلى الذهب كملاذ آمن، خاصة مع بقاء أسعار الفائدة منخفضة نسبيًا".
الذهب يُعتبر تقليديًا أداة تحوط قوية ضد التقلبات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية. وعادة ما يُقبل عليه المستثمرون في الأوقات التي تتراجع فيها الثقة بالعملات أو السوق المالي.
المعادن الثمينة الأخرى تتبع الذهب صعودًا:
الفضة: ارتفعت بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.42 دولارًا للأوقية.
البلاتين: زاد بنسبة 0.3% ليصل إلى 990.71 دولارًا.
البلاديوم: قفز بنسبة 0.5% مسجلاً 965.23 دولارًا.
يبدو أن تحركات السوق هذا الأسبوع ستكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتصريحات إدارة ترامب ومواقف الشركاء التجاريين، في ظل ترقب المستثمرين لأي إشارة على تحولات جديدة في العلاقات الاقتصادية العالمية.