تعادل درامي يحرم إنتر من الصدارة ويمنح نابولي فرصة ذهبية لحسم اللقب في الجولة الأخيرة

في ليلة كروية مشتعلة على ملعب "جوزيبي مياتسا" بميلانو، فشل إنتر ميلان في استعادة صدارة الدوري الإيطالي بعدما سقط في فخ التعادل أمام ضيفه لاتسيو بنتيجة 2-2، في قمة الجولة 37 من الكالتشيو، ليمنح غريمه نابولي فرصة ثمينة لحسم اللقب في المرحلة الأخيرة من المسابقة.
النيراتزوري، الذي دخل المباراة وعينه على النقاط الثلاث بعد تعثر نابولي أمام بارما بالتعادل السلبي، خيّب آمال جماهيره بتعادل بطعم الخسارة، رغم تقدمه في مناسبتين. وبذلك بقي إنتر في المركز الثاني برصيد 83 نقطة، خلف نابولي المتصدر بـ84 نقطة، ليُؤجل الحسم إلى الجولة الأخيرة المقررة الأحد المقبل.
أحداث المباراة: صعود وهبوط حتى الثواني الأخيرة
بدأ اللقاء بسيطرة واضحة من إنتر، الذي حاول مبكرًا اختراق خطوط لاتسيو المتماسكة. وتمكن المدافع الألماني يان بيسيك من تسجيل الهدف الأول لأصحاب الأرض في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول (45+2)، بعد متابعة ناجحة لكرة ارتدت من دفاع لاتسيو.
لكن لاتسيو لم يأتِ إلى ميلانو للنزهة، فباغت الإنتر بتكثيف الهجمات في الشوط الثاني، وتمكن المهاجم الإسباني المخضرم بيدرو من إدراك التعادل في الدقيقة 74، بعد تمريرة حاسمة من الأوروغوياني ماتياس فيسينو، لاعب إنتر السابق.
رد إنتر لم يتأخر كثيرًا، إذ سجل الهولندي دنزل دمفريس هدف التقدم الثاني في الدقيقة 80، برأسية قوية إثر كرة ثابتة أرسلها القائد التركي هاكان تشالهان أوغلو.
وبينما كانت جماهير إنتر تترقب صافرة النهاية والعودة إلى صدارة الترتيب، جاءت الدقيقة 90 لتقلب كل شيء. حيث احتسب الحكم ركلة جزاء على إنتر بعد لمسة يد على يان بيسيك. وانبرى لها بيدرو بنجاح ليُسجل هدف التعادل الثاني له ولفريقه، ويقتل أحلام الإنتر في اللحظة الحاسمة.
الدقائق الأخيرة شهدت محاولات جنونية من إنتر لخطف الفوز، وأحرز المهاجم النمساوي ماركو أرناوتوفيتش هدفًا في الدقيقة 90+8، إلا أن الحكم ألغاه بداعي التسلل، لتنتهي المواجهة المثيرة بالتعادل، ويغادر الفريقان أرض الملعب بنقطة واحدة لكل منهما.
اللقب يُحسم في الجولة الأخيرة
التعادل وضع إنتر في موقف معقد، إذ لم يعد مصير التتويج بيده، بل بيد نابولي الذي يحتاج للفوز على كالياري في ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" لضمان التتويج بالاسكوديتو.
أما إنتر، فسيواجه كومو خارج الديار، ويأمل في تعثر نابولي لاقتناص اللقب. هذه المواجهة ستكون حاسمة بكل المقاييس، خاصة أن الإنتر يستعد أيضًا لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان نهاية الشهر في ميونيخ، ما يجعل الضغط مضاعفًا على رجال المدرب سيموني إنزاغي.
موسم لا يُنسى... ولكن النهاية غير مضمونة
رغم التألق الأوروبي، فإن جماهير إنتر تشعر بالإحباط بعد فقدان السيطرة على سباق الدوري. الفريق كان قد خسر الصدارة قبل أسابيع قليلة أمام روما، قبل أن يستعيد الأمل بفضل تعثرات منافسيه، لكن التعثر مجددًا أمام لاتسيو أعاد الأمور إلى نقطة الصفر.
أما لاتسيو، فقدّم أداءً قتاليًا وأظهر شخصية قوية رغم خروجه من المنافسة على المراكز الأوروبية، وساهم بشكل غير مباشر في تحديد ملامح البطل هذا الموسم.